القدس لن تنهزم وستقاوم اليأس والسأم والاجتثاث
بقلم: صالح الراشد

النشرة الدولية –

إضرب فلن أغادر باحات الأقصى، إضرب حتى تتعب يداك وتقع منك عصاك، نادي على زملاءك ليشاركوك ضربي لكني لن أغادر وسأحمي إبني والأقصى منكم، فهنا ولدت وهنا سأموت، إضرب وسأحرسهما بروحي ودمي، فلن تهزني عصاك فقبلك مات ألف جلاد وبقيت القدس وأطفالها ورجالها، وانهزمت جيوش كبيرة وتحولت إلى أشلاء، إضرب فقد تحملنا جميع ظُلم العالم وخيانة الأشقاء العرب ولم ننحني، إضرب حتى تِكِلُ يداك لأنني سأفتح لك الحدود لتغادر من حيث جئت، فأنا وحجارة الأقصى وجدران القدس من ذات المنبع، لا تهزمنا الايام ولا الجيوش ولا حتى الخيانات، فنحن التاريخ والمستقبل ونترك لك الحاضر الزائل، لذا استعد للرحيل أو الموت.

إضرب، أقتل، ضع القيود في الأيادي، فالقدس أول العواصم الحرة في العالم أجمع، فمنك ايها الصهيوني الحديد والقيود ولنا الحرية، ومنكم أيها الصهاينة الأسلحة والقتل ومنا نحن الفلسطينين السلام والأمان، فالأرض فلسطينية وأبنائها أصحاب الأرض فيولدون عليها سعداء ويموتون سعداء، وما بينهما يعانون ويتحملون ما كُتِبَ عليهم من واجب مقدس للحفاظ على قدس الأقداس لتظل دُرة الدين والشرائع، فهنا يكون الموت حياة، والحياة عيش في جنان الله، فافعلوا ما شئتم فلن نُغادر لأننا ندرك ونعلم أننا في النهاية سننتصر.

ادخلوا المسجد الاقصى مرة ومرات، لكننا سندخله كما وعد الله “فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا”، هذا وعد الآخرة وقبله  لن تنعموا بما تعتقدون وستنهزمون، ونعلم بأنكم بحاجة لحبل من الناس، وهذا الحبل غربي عربي يوجب قطعه بشتى الطرق المُتاحة، بعد أن أثبتت الايام بأن الدماء الفلسطينية لن تضيع هدراً رغم المطبعين من الفلسطينين والعرب المنهزمين في أخلاقهم، مما يعني أن جميع الإتفاقات مع الصهاينة قد سقطت وانتهت صلاحيتها إلا عند الخانعين.

فمنذ اتفاقية السلام المصرية الصهيونية وما تبعها من إتفاقات عربية وبالذات أوسلو ارتفع عدد المستوطنات الصهيونية، ومنذ أوسلو استشهد العدد الأكبر من الفلسطينين، ومنذ أوسلو تم محاصرة غزة والضفة والأهل في الداخل، ومنذ أوسلو تنمر الصهاينة سياسياً وعسكرياً، ومنذ أوسلو تم التضيق على الإقتصاد الفلسطيني، ليؤذن الأقصى وتُقرع أجراس كنيسة القيامة  بصوت جهوري يُسمع من به صمم “أوسلو وجميع إتفاقات السلام مع الصهاينة  خيانة”، ونبقى نحن نتمسك بالأمل ونُصارع اليأس والسأم والإجتثاث ونحن موقنون بأننا سننتصر.

وجع الكلام:

هذا ما قرأته من مشهد يدمي القلوب حين قام صهيوني قادم من أوروبا بضرب فلسطيني إبن القدس أمام شاشات الفضائيات لأنه حمى طفله الخائف من وحشيتهم، ولم تهتز ضمائر الأمة التي اشترت واشنطن غالبيتها.

زر الذهاب إلى الأعلى