غرق طراد روسي ومدمرة أمركية. هل أصبحت الحرب مباشرة بين روسيا والناتو؟

النشرة الدولية –

اشارت تقارير عسكرية روسية إلى دور الناتو في عملية قصف وإغراق الطراد الحربي في البحر الأسود، “موسكفا” والذي كان يُدعى “سلافا” أي المجد. وتضمّنت التقارير المرفوعة إلى وزارة الدفاع الروسية، تفاصيل تنفيذ العملية بواسطة صواريخ حديثة من الجيل الخامس، تم تصنيعها عام 2014 بشكل مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية والنرويج.

وكان الطراد “موسكفا” مخصصاً بشكل رئيسي لتدمير السفن الحربية العائمة، و كذلك الغواصات ، وبالإضافة إلى ذلك هو قادر على توفير الدفاع الجوي بعيد المدى لمجموعات السفن المدمرة بواسطة منظومة “S-300F “Fort ، وهو قادر على كشف الأهداف الجوية حتى مسافة تصل إلى 300 كلم وكانت قيمته عند وضعه في الخدمة تعادل ملياري دولار اما في الوقت الحالي فكان مقدراً بنحو 750 مليون دولار.

وحسب التقارير الروسية.

كان الطراد متمركزاً في منطقة أوديسا ، ليكون أقرب إلى رومانيا! وقبل عام تم تثبيت رادار مُحدِّد موقع طبقي مرحلي جديد عليه، مداه يصل إلى 500 كلم!

لماذا كان هناك؟
دمرت القوات الروسية المطارات الأوكرانية في منطقة نيكولايف وأوديسا.
فأصبحت الطائرات الأوكرانية تُقلع من مطار في رومانيا ، ومن هناك تطير باتجاه البحر ، وتقوم بالالتفاف ، من ناحية أوديسا وتتجه إلى الشاطئ ، ثم تطير إلى دنيبروبيتروفسك وزابوروجيا ، وتضرب القوات الروسية!
لم يتمكن الروس من فهم كيف ومن أين تأتي الطائرات الأوكرانية؟ لذلك ، دفعوا بالطراد موسكو المزود بمحدد مواقع قوي جداً لكشف الطائرات!

تم تكليف الطراد بالمهمة التالية: التمركز قتالياً على مسافة 100-120 كلم من أوديسا، من أجل السيطرة على المجال الجوي، ضمن دائرة نصف قطرها 250-300 كلم. وهذا يغطي منطقة تشمل النصف الجنوبي من مولدوفا ، والمساحة من مدينة إزماعيل حتى أوديسا، وجزء من أراضي رومانيا (بما في ذلك ميناء كونستانتا) .

بدأ الطراد بتغطية شاملة للمنطقة ، من المطارات في شبه جزيرة القرم، وبالقرب من دونيتسك. وبدأت المقاتلات الروسية Su 35 باعتراض الطائرات الأوكرانية ، فتم إسقاط 9 طائرات MiG-29 و سو-25!
كل هذه العملية كان الناتو يراقبها بعناية! وهذه هي النتيجة!

بدايةً تم ضرب الطراد بطائرتين بدون طيار، فتحطمت المحددات والهوائيات للرادار.
الطراد اسقط طائرة واحدة! ولكنه بالفعل أصبح نصف أعمى! ثم أطلقت القوات الأوكرانية صاروخين كروز، قالت أنهما من نوع “نبتون” ( صناعة أوكرانية) المضاد للسفن، من الشاطئ قرب مدينة أوديسا. تم تنفيذ عملية التوجيه من قبل الناتو، عبر الصياد “أوريون” ، (الموجود فوق رومانيا منذ بداية الحرب الأوكرانية) ، وقام أيضًا بتشغيل الحرب الإلكترونية(التشويش الراديو إلكتروني) ، الذي أعمى محطة كشف الدفاع الجوي للطراد!

اتجهت الصواريخ الأوكرانية إلى الطراد ، مع إيقاف عمل رؤوس التوجيه الذاتية فيها، كي لا يكتشف الطراد شعاع التوجيه عليه، وتم تنفيذ توجيه الصواريخ بواسطة الصياد “Orion” لحلف الناتو! عن طريق نقل إحداثيات مكان الطراد الدقيقة إلى الصواريخ! فأصاب الصاروخان الطراد وانفجر قسم من الذخيرة الموجودة عليه ثم بدأ الطراد في الغرق!

الرواية السرية الثانية للجيش الروسي حول استهداف الطراد بصواريخ الناتو.

حصلت الثائر على معلومات عن تقارير عسكرية روسية حول حادثة غرق الطراد، بقيت طي الكتمان، لأنها في حال إعلانها ستتسبب بمواجهة مباشرة بين الناتو وروسيا. وبحسب هذه التقارير :

إن الطراد “موسكفا” ازعج بشكل كبير عمليات النقل السري للطائرات العسكرية (مروحيات وطائرات) من أراضي رومانيا إلى أراضي أوكرانيا.

تمت مراقبة الطراد بواسطة الاستطلاع الجوي لحلف شمال الأطلسي. وتم التخطيط لتدمير هذه السفينة الرئيسية للأسطول الروسي، من قبل الناتو ، بالتعاون مع القوات الأوكرانية، باعتبارها مهمة استراتيجية فائقة الأهمية.

تم اختيار صواريخ تدمير السفن ” أن اس أم” الأحدث في العالم، لتدمير الطراد ، وليس “Neptune” – كما أعلنت القوات الأوكرانية. وصواريخ NSM هي من الجيل الخامس (صاروخ الضربة البحرية ، المدى – 185 كلم ، طورته النرويج والولايات المتحدة الأمريكية.
تم اختيار هذا النوع من الصورايخ المضادة للسفن بسبب الحاجة لتحقيق نتيجة مؤكّدة 100%.

الصاروخ: NSM
‏ (Naval Strike Missile )
هو صاروخ حديث قادر على الوصول إلى الهدف باتباع المسار الذي تتم برمجته عليه، بفضل منظومة التوجيه بالليزر، مع تصحيح نظام تحديد الموقع GPS ، وهو يمكنه العثور على الهدف بشكل ذاتي مستقل، والتحليق على ارتفاع 3-5 أمتار فقط. عند الوصول إلى الهدف، يقوم NSM بمناورات ويُرسل تشويشاً إلكترونيًا. يتم استخدام جهاز تصوير حراري شديد الحساسية كنظام توجيه، ويحدد الصاروخ عبره بشكل مستقل أكثر المناطق ضعفًا في السفينة المستهدفة.

تمت عملية تسليم هذه الصواريخ المضادة للسفن إلى أوكرانيا، ونُقلت إلى منطقة أوديسا في سرية تامة، تحت غطاء الحرب الإلكترونية.
تم استخدام منصة أرضية ثابتة لإطلاقها. وتم تنفيذ العملية وفقاً لما ذكرناه سابقاً.

بعد الأضرار التي لحقت بالطراد موسكفا ، والتي أدّت إلى غرقه ، أعاد الناتو فتح ممر جوي لنقل الطائرات إلى المطارات الأوكرانية في مناطق تشيرنيفتسي وترانسكارباثيان وإيفانو فرانكيفسك.
بعد تدمير الطراد موسكفا ، لم يعد لدى أسطول البحر الأسود الروسي أي سفينة مزودة بنظام صواريخ مضاد للطائرات بعيد المدى.

الآن بات على القوات الروسية البحث عن حل آخر ويبدو أنها ستعتمد على الرادارات الأرضية في القرم
حيث يوجد رادار Nebo-M ثلاثي الموجات ، وهو قادر على تتبع جميع الأهداف الجوية على مسافة تصل إلى 600 كيلومتر. يتحكم هذا الرادار في السماء حتى مدينة تشيرنيفتسي، وقد يؤمن للقوات الروسيا بديلاً لا بأس به، لضرب الطائرات والمروحيات الاوكرانية في منطقة الجنوب، خاصة تلك القادمة من رومانيا .
لكن ستبقى عملية إغراق الطراد موسكو ضربة كبيرة للبحرية الروسية لا يمكن تعويضها حالياً ، ويعتقد المراقبون أن موسكو ستصمت، ومن المستبعد أن تقوم برد فعل خارج أوكرانيا، لكنها ستعمد دون شك إلى الانتقام داخل أوكرانيا، وهي تستعد لهجوم كبير في شرق البلاد، قد تستخدم خلاله اسلحة جديدة، لإعادة الاعتبار لقواتها، التي تضررت صورتها كثيراً في أوكرانيا.

وربط بعض المحللين بين غرق الطراد الروسي وعملية الغرق الغامضة للمدمرة الأمريكية يو إس إس ذا سوليفانز USS The Sullivans، التي غرقت بعد 72 من غرق الطراد الروسي . وأشارت شبكة «سي إن إن» إلى أنَّ هذه المدمرة الأمريكية، كانت تعاني من تهالك في بدن السفينة، ما أدى إلى غرقها في بحيرة إييري بولاية أوهايو الأمريكية، إلا أنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن أطقم الغطس تعمل على تحديد الأسباب وراء هذه الحادثة، التي ما زالت غامضة في التوقيت والأسباب.
وأشارت «سي إن إن» إلى أنه كان قد بدأ إصلاح السفينة والحفاظ عليها العام الماضي، ويبقى الأمر في دائرة الشك ما إذا كان هناك دور لروسيا في إغراقها عبر هجوم سيبراني أو بطريقة أُخرى لم يتم تحديدها بعد .

زر الذهاب إلى الأعلى