٣ إلى ١٢ مليون ليرة ثمن الصوت، والبعض يطلب “فريش دولار”
بقلم: اكرم كمال سريوي

النشرة الدولية –

الثائر نيوز –

 

– المرحلة الأولى وهيستريا البحث عن أصوات

 

انطلقت الانتخابات النيابية، وفُتحت أمس أقلام الاقتراع للبنانيين المنتشرين في الدول التي تعتمد يوم الجمعة نهار عطلة، وأُقفلت في الساعة العشرة مساءً بتوقيت بيروت. ولوحظ إقبال كثيف في إيران (٨٤٪؜)، وسوريا(٧٤٪؜) ، مقابل نسبة بقيت دون ٥٠٪؜ في دول كمصر والسعودية، وتجاوزت نسبة المشاركة في قطر والكويت٦٠٪؜، ورغم هذه الأرقام فهي نسبة بسيطة فعلياً، لأنها تُحتسب من أسماء الذين تسجلوا بملء إرادتهم للمشاركة في الانتخابات، وإن عدد هؤلا لا يتجاوز ٢٥٪؜ من عدد اللبنانيين المنتشرين، الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات، ولكنه سجّل ارتفاعاً في نسبة مشاركة المغتربين، عن الانتخابات السابقة لعام ٢٠١٨ .

 

توقف اليوم التشكيك في إمكانية إجراء الانتخابات واحتمال تأجيلها، فاندفع بعض المرشحين، الذين كانوا ما زالوا حتى الأمس، مترددين في الخوض بجدية في المنافسة، وبدأوا بشكل هيستيري بالبحث عن أصوات المؤيدين وأيضاً تلك المدفوعة.

 

كانت الأحزاب والقوى المُقتدرة مادياً، قد بدأت منذ مدة طويلة بتقديم الخدمات والمساعدات المادية للمواطنين، خاصة المحازبين وتراوحت المساعدات، بين تقديم مواد غذائية، وتوزيع المازوت، ودفع اقساط المدارس والجامعات إلى الدفع نقداً.

 

 

 

– استغلال ثغرة في قانون الانتخاب

 

وكون الرشوة الانتخابية محظورة قانوناً، وقد تُعرّض أصحابها للطعن بنيابتهم امام المجلس الدستوري، تلجأ القوى إلى استخدام ثغرة في قانون الانتخاب، الذي لم يُحدد عدد المندوبين، الذين يحق للمرشح انتدابهم خارج قلم الاقتراع.

فاستغلّ المرشحون الأغنياء هذه الثغرة، وجنّدوا جيشاً من المواطنين، بمخصصات مالية، تتراوح بين مليون وثلاثة ملايين ليرة شهرياً، ولمدة ثلاثة أشهر، بدءاً من شهر آذار الماضي. فيلاحظ مثلاً أنه في قرية لا يتجاوز عدد الناخبين فيها ٥٠٠ صوت، جنّد أحد المرشّحين حوالي مئة مندوب.

 

لا يقتصر التنافس على اللوائح، بل وفقاً للقانون الحالي، بات التنافس داخل اللائحة الواحدة، وقد ظهرا بشكل علني في عدة مناطق، كما حدث مثلاً بين مرشّحي التيار الوطني الحر، والحلفاء الأخصام على نفس اللوائح، مثل إيلي الفرزلي في دائرة البقاع الغربي، وناجي البستاني في دائرة الشوف عاليه، وغيرها الكثير من الأمثلة. ولقد سبب هذا الوضع بحالة هستيريا أصابت بعض المرشحين، خاصة الذين يستشعرون الخطر على حظهم بالفوز، فبدأوا بتكليف عدة أشخاص، يجولون على البيوت حاملين مبالغ من المال لشراء أصوات الناخبين.

 

لقد سجّلت بعض هيئات مراقبة نزاهة وديمقراطية الانتخابات في الآونة الأخيرة، عدّة ملاحظات، وتقول أنها سترفع بها تقارير إلى هيئة الإشراف على الانتخابات. وفي بعض المعلومات ل”الثائر” أن المبالغ التي يتم عرضها، تتراوح بين ٣ ملايين ليرة، في الدوائر الكبيرة، وتلك التي تسيطر عليها أحزاب معيّنة، و١٢ مليون ليرة، في الدوائر التي تشتد فيها المنافسة، وذلك للصوت الواحد. ويطالب بعض الناخبين بالقبض بالدولار، وتتراوح المبالغ بين ٥٠٠ والف دولار للصوت.

 

وصرّح بعض المواطنيين، ممن التقتهم “الثائر”، بأن هذه هي فرصتهم للاستفادة، ولا يوجد طريقة أُخرى للاستفادة من المرشحين الأغنياء، الذين يجولون الآن على البيوت ويختفون بعد الانتخابات. وقال إخرون: “سنقبض من الأغنياء ونصوّت على كيفنا”، أي لغيرهم. وكانت سرت أنباء عن الدفع مقابل احتجاز هويات بعض المواطنين، وهذا ما تلجأ إليه بعض القوى، لخفض عدد الأصوات التي يمكن أن تصب في مصلحة الخصم، أو حتى المنافس على ذات اللائحة.

 

 

– من سيحكم لبنان

 

سيقرر اللبنانيون اليوم لمن يُعطون وكالة تمثيلهم والحكم باسمهم لأربع سنوات قادمة، وعلى هذا الخيار سيتقرر مستقبل لبنان وشعبه. ولوحظ بين الناخبين في الخارج، ميلٌ إلى التغيير والاقتراع لوجوه جديدة، وعبّر الكثيرون عن استيائهم من الأوضاع التي وصلت إليها البلاد، وحمّلوا مسؤولية انهيار لبنان وضياع ودائعهم في المصارف اللبنانية للمنظومة الحاكمة.

 

قد لا يحدث التغيير المنشود في هذه الانتخابات، لكن لا شك أن مساراً جديداً قد بدأ في الحياة السياسية اللبنانية، وستفرض هذه الانتخابات واقعاً جديداً على الجميع.

 

لذلك أيها المواطنون شاركوا بكثافة في الانتخابات، وعبّروا عن رأيكم، فأياً يكن الفائز، فإنّ النتائج ستعطي صورة واضحة عن خيارات اللبنانيين وماذا يريدون لوطنهم.

 

ساهموا في صنع مستقبل لبنان، ولا تتباكوا بعد فوات الآون، على مجد وطنٍ فشلتم في الحفاظ عليه، واستنكفتم عن الدفاع عنه، ليصحَّ بكم ما قالته عائشة لابنها محمد الثاني، المعروف بأبي عبدالله الصغير، آخر ملوك الأندلس، الذي سلم غرناطة للملك فرناندو والملكة إيزابيلا، طاوياً بذلك صفحة سبعة قرون من حكم العرب للأندلس، كانت خلالها بمثابة فردوس، ما زالت تتغنّى به الحضارات إلى يومنا هذا.

“نعم، ابكِ كالنساءِ ملكاً لم تدافع عنه كالرجال”.

أيها اللبنانييون!

إحموا وطنكم وأعيدوه جنةً كما كان، قبل أن تندموا حيث لا ينفع الندم.

شاركوا بكثافة في الاقتراع .

و “انتخب صح” .

زر الذهاب إلى الأعلى