رسالة إلى نواب الغد!
بقلم: ستيفاني راضي
النشرة الدولية –
لبنان 24 –
تُقفل مساء اليوم صناديق الاقتراع، لتَظهر بعد ساعات النتائج التي ينتظرها اللبنانيون منذ العام 2019، عقب ثورة 17 تشرين الأول، التي نادت بانتخابات نيابية مبكرة.
وخلال هذا اليوم، يقوم كل لبنانيّ وطنيّ بممارسة حقه وواجبه بالاقتراع، من أجل محاسبة من أوصله إلى حاله المزري، ومن أجل تشكيل برلمان يلائم تطلعاته ومصالح وطنه… هذا أقل ما نترقبه من هذا اليوم الانتخابي الطويل.
وبالمحصلة، هناك وجوه قديمة ستبقى في البرلمان، ووجوه جديدة ستدخل إليه وتحجز كرسيًا لها داخله؛ هذا هو واقع الحال بعد كلّ انتخابات.
لكن الكلمة الآن، سنوجهها إلى نواب الغد، الجدد والقدماء، لعلّ القطار يعود إلى السكة!
من المعلوم أن دور النائب ليس توفير الخدمات للناس والمواد الغذائية وغيرها، بل تقديم دراسات وإصدار التشريعات والقوانين، والأخيرة هي التي تنظم الأوضاع وتوفر حقوق المواطن وتضمن له حياةً كريمةً. لذا يا حضرة النائب:
-مارس صلاحياتك التشريعية لصالح المواطن، من خلال الحق في اقتراح القوانين، ودراسة مشاريع القوانين الواردة إلى المجلس النيابي من قبل الحكومة، والمشاركة في مناقشتها والتصويت عليها.
-مارس صلاحياتك الرقابية التي تتمثّل بمراقبة أعمال الحكومة وتصرفاتها وسياستها العامة الداخلية والخارجية، لكشف التجاوزات والمخالفات التي قد تقع في الإدارات الحكومية. فكل نائب يحق له توجيه الأسئلة والاستجوابات إلى الحكومة أو أحد أعضائها، بشكل شفهي أو خطي.
-مارس صلاحيتك المالية عبر مناقشة الموازنة العامة والتصويت عليها، بالإضافة إلى مواضيع مالية أخرى.
-احضر الجلسات النيابية وجلسات اللجان على حد سواء، فقد أظهرت إحدى الإحصاءات أن عددا من النواب الحاليين كان حضروهم “نادراً” في البرلمان.
-يتزامن الاستحقاق النيابي هذا العام مع الانتخابات الرئاسية، ووفق الفصل الرابع من الدستور “يُنتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى، ويكتفى بالغالبية المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي”، لذا اختر “صح” لمصلحة الوطن!
ابتداء من يوم غد، سيتمتع نواب جدد بحصانة نيابية، تَمنح كل من يحصل عليها الضمانات التي تمنع عنه المساءلة والملاحقة القانونية، علمًا أن الحصانة لعبت دورًا سلبيًا في التحقيقات بملف مرفأ بيروت، حيث الحقيقة لا تزال ضائعة!
هذه الأمور ليست من دوركَ!
إن الأمور التالية -ولو أُخذت على سبيل المزاح- ليست من مهام النواب ولا واجباتهم، لكنهم يقومون بها:
-أولًا، ليس مطلوبًا من النائب تقديم التعازي بأهالي منطقته.
ثانيًا، دور النائب ليس تعبيد الطرقات أو تزفيتها، فهذه مسؤولية الوزارات المعنية.
-ثالثاً، نصل إلى بيت القصيد، وهو المحسوبيات والوسائط، التي تُترجم من خلال تأمين وظيفة لأحدهم، أو إدخال آخر إلى الجامعة، وغيرها الكثير من الأمثلة التي يمكن تقديمها، وهي حتمًا ليس من واجبات “سعادتهم”.
-رابعًا، النائب للجميع، لا لحزبه ولا لأقربائه، لذا لا يجب بتاتّا استغلال نفوذه من أجل الحصول على تسيهلات في أمور عدة.
إلى النواب الجدد والقدماء، لبنان حتمًا لم يعد يحتمل مماطلةً ومراوحة على مختلف الصعد… فافعلوا شيئًا!