أبعاد استهداف الصحافة العربية
بقلم: د. دانيلا القرعان
النشرة الدولية –
هل أصبح استهداف الصحفيين سياسة ممنهجة يتبعها الاحتلال الإسرائيلي؟
ما حدث في فلسطين وما يحدث دائما وتحديدا في جنين بإسكات الصوت الحر لناقلي الاخبار بطريقة مهنية الهدف منه طمس الحق والعدالة ودفن القضية العربية الفلسطينية في أعماق الأرض، وتشتيت الرؤية الحقيقية وزرع الفتن والاخبار الكاذبة وتشويش الحقائق، وإبعاد الرأي العام عن الهدف الأساسي وهو نصرة القضية الفلسطينية في كل بقاع الاض، واغتيال كل من يتكلم بالحق ويكشف طمع العدو الصهيوني والاعتداءات المتكررة التي لا تستند لأي قانون دولي، واغتيال الكلمة الحرة والخبر الحر والتغطية الحر لما يحدث في جنين وغير جنين من المدن الفلسطينية.
اغتيال الصحفيين بهذا الشكل لا مبرر له على الإطلاق، وما حدث في جنين كمثال حي مع المناضلة الصحفية شيرين أبو عاقلة التي اغتيلت عمدا مع سبق الإصرار والتخطيط لاغتيالها، وافتعال مداهمة بحجة أن به مقاومين، هو لسحب المناضلة الصحفية لمكان المخيم وتغطيتها لما يحدث وقتلها بدم بارد، فشهود العيان والكاميرات بالصوت والصورة تبين بإن عملية الاغتيال التي تمت في جنين هو مكانا هادئا ولا يوجد به مقاومين كما تدعي الرواية الإسرائيلية.
جريمة اغتيال الصحافة العربية هي جريمة تضاف الى جرائم الاحتلال المستمرة التي يرتكبها في المدن الفلسطينية وبحق الفلسطينيين يوما بعد يوم، واغتيال الصحافة والصحفيين هو ارهاب منظم ومخطط له بشكل جيد، وليس خطئا كما تدعي الرواية الإسرائيلية. الصحفيين والأطفال والشيوخ والنساء والعجز والذين لا يحملون السلاح لمواجهة العدو المغتصب ويواجهون نيران إسرائيلية غير مسبوقة يجب أن يقابلها قوة السلاح من الطرف الاخر وهو من له الحق في هذه الأرض.
صوت الحق في فلسطين المدعوم والمثبت بالصوت والصورة الحية والحقيقية تناقض روايتهم الإسرائيلية المزيفة والكاذبة، فالمواقع الإخبارية التي تتجول داخل المدن الفلسطينية الخطرة والمخيمات الحساسة في حالة الحروب تنقل الصورة الحقيقية بكل مهنية وشفافية مطلقة، وهذا الكيان المغتصب لا يريد نقل الخبر يتلك الطريقة، حتى لا يرى العالم بشاعة ما يقومون به والذي يتنافى مع القوانين الدولية والمواثيق والأعراف. صوت الحق وحرية الصحافة والحصانة التي يتمتعون بها واستهدافهم وممارستهم العمل الصحفي في هذه الأوضاع الحساسة التي تعيشها الأرض الفلسطينية أصبح من النوادر التي لا تنطبق على أي صحافة في العالم، والكيان الصهيوني يعتقد بإن الصحافة هي الصوت الأكيد في نقل الخبر من خلال الصوت والصورة الذي يجب إسكاته بكافة الطرق، فهو نهجهم الذين يسيرون عليه لطمس الحقيقية والعمل على انحراف البوصلة العربية والعالمية عن أحقية القضية الفلسطينية.
استهداف الصحافة في فلسطين هو من جرائم الحرب مكتملة الأركان التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني وفي حق الصحفيين ووسائل الاعلام، واغتيال الصحافة هي نتيجة مباشرة لصمت المجتمع الدولي امام الجرائم الصهيونية المتلاحقة في حق الصحافة الفلسطينية وعموم الشعب الفلسطيني وشيوع ظاهرة الإفلات من العقاب لأقدم احتلال في تاريخ البشرية.
يجب أن يكون هنالك تحقيقات دولية لمثل هذه الجرائم التي تستهدف الصحافة والاعدامات الميدانية التي تتم بوضح النهار، والموثقة بالصوت والصورة، ويجب ان لا يفلت هذا المجرم من العقاب.