خل نسافر الكويت!
بقلم: أسرار جوهر حيات

النشرة الدولية –

لعل أبرز سؤال اليوم يتداول في المجتمع الكويتي هو: «ها وين مسافرين السنة؟»، فبعد ظروف جائحة كورونا على مدى عامين، وما رافقها من إغلاقات واحترازات صحية، ترغب كثير، وربما الغالبية العظمى، من الأسر الكويتية في السفر إلى وجهات مختلفة.

بل إننا شعب عُرف عنه أنه محب بشغف للسفر، لأسباب عديدة، منها قضاء عطلات صيفية، المتعة، التسوق، حضور فعاليات وغيرها من الأسباب، لكن على رأسها سبب مهم يجب علينا أن نعيه ونعالجه، وهو أننا لا نملك قطاعاً سياحياً جاذباً في الكويت، فكل ما نملكه هو مطاعم ومقاهٍ ومجمعات تجارية!

فعلى سبيل المثال، لو سألنا أي أسرة كويتية، ما إذا كانت تريد قضاء عطلة قصيرة في الكويت أم في دبي مثلاً، فمعظمهم سيختار دبي، رغم تقارب المناخ والأجواء، إلا أن السياحة هناك تملك مقومات مختلفة تجعلها جاذبة.

في الكويت نفتقر إلى مشاريع جاذبة سياحياً، والمفارقة اننا نمتلك الخبرات والطاقات الشبابية، أولاً نحن استطعنا في القرن الماضي أن نكون الوجهة السياحية الأولى في منطقة الخليج، بالتالي لا يمكن أن ندعي أننا لن نستطيع اليوم تكرار تجربتنا تلك. وثانياً، أثبت شبابنا أنهم قادرون على خلق سياحة داخلية، وهو ما شهدناه خلال أزمة كورونا وموانع السفر، بالتالي فالطاقات والموارد البشرية، بل وحتى موارد البنية التحتية متوافرة، فشبابنا حولوا «الجول» إلى وجهة سياحية أيام كورونا.

اليوم، لا نملك في الكويت، سوى وجهتين سياحيتين، الأولى المطاعم، والثانية المطار حتى نغادر إلى دولة أخرى، قد لا تهمنا الوجهة بقدر ما يهمنا أن نرى أي نشاطا سياحي نحن حُرمنا منه، وحتى أكون منصفة هناك أيضاً الشاليهات التي تنشط في العطل، إلا أن أسعارها «تجوي» جيوب المواطنين، بالتالي فإن خيار السفر الموازي بالسعر سيكون هو الأقرب للأسر الكويتية.

وللأسف، فبالرغم من أننا بحاجة إلى مشاريع سياحية عديدة تتبناها الحكومة، حتى وإن كانت بإدارة القطاع الخاص، فإنني لم أر المسؤولين عن التنمية تحدثوا عن مشاريع سياحية قيد الإنشاء، أو ضمنوا الخطة الإنمائية بعضاً منها، سوى مشروع المدينة الترفيهية الذي لا نعلم متى سيرى النور!

ولعل عطلة نهاية أسبوع واحدة مع أسرة كويتية قادرة على كشف المأساة، فمعظم أولياء الأمور يحتارون أين يتنزهون مع أبنائهم، سوى في بعض الملاهي الصغيرة التي تضمها المجمعات التجارية، وتكلف مبلغاً لا يستهان به، قد لا يكون ضمن حدود قدرة كثير من الآباء والأمهات.

وهنا يكون سؤالنا مشروعاً: أين الحكومة من إنشاء مشاريع ترفيهية لأبنائنا، لا تكون محجّمة في مجمع تجاري فقط، ولا تكون بهذه التكاليف المرتفعة، فالتنمية ليست فقط مبانٍ اسمنتية؟!

وهذه الحالة ليست سوى مثال على معاناتنا مع فقدان المشاريع السياحية، التي تطال كافة شرائح المجتمع، فالمتقاعدين كذلك، لا يملكون مشاريع خاصة بهم، وهنا ربما يكون دور مؤسسة التأمينات الاجتماعية أن تنشئ لهم مصحات ونوادي رياضية وترفيهية لقضاء أوقاتهم ومن أرباحهم!

وأخيراً، همسة في أذن حكومتنا الرشيدة المستقيلة، وأيضاً لحكومتنا المقبلة، نريد أن تتضمن خطة التنمية مشاريع سياحية، فإن أمنيتنا أن نقضي صيفاً ممتعاً في الكويت، وأن نجيب على سؤال: «وين مسافرين السنة؟» بالقول: «قاعدين بالديرة ومستمتعين»، فشعور جميل أن تشعر بالمتعة السياحية في وطنك.. تكفون خلونا الصيف الياي نسافر الكويت.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى