اليمن – محمد المياس / مراسل النشرة الدولية + وكالات –
قال المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن إن رئيسه عيدروس الزبيدي توجه إلى مدينة جدة السعودية الثلاثاء بعدما قبل دعوة من المملكة لحضور قمة بشأن الأزمة في مدينة عدن الساحلية اليمنية.
والمجلس جزء من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية لقتال جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن. لكن دب الخلاف بين المجلس المدعوم من الإمارات والحكومة اليمنية الشرعية المدعومة من السعودية، بعدما سيطرت قواته على مقرات الحكومة المؤقتة في عدن سعيا منها للحصول على حكم ذاتي لجنوب اليمن.
سيطرة الانفصاليين
وتأتي هذه التطورات في وقت قال فيه الانفصاليين الجنوبيين في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء الموافق 20 أغسطس/آب على قاعدتين عسكريتين للحكومة اليمنية قرب ميناء عدن في الجنوب، مما أدى إلى وقوع اشتباكات جديدة بين الطرفين المتحالفين نظريا، مما يعرقل جهودا تبذلها الأمم المتحدة لإحلال السلام.
والانفصاليون والحكومة جزء من تحالف عسكري بقيادة السعودية يحارب جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران والتي سيطرت على العاصمة صنعاء، ومعظم المدن الرئيسية في العام 2014.
لكن دب الخلاف بين الانفصاليين والحكومة هذا الشهر وسيطر الانفصاليون على عدن، مقر الحكومة الشرعية المؤقت، في العاشر من أغسطس آب. وقال مسؤولون محليون إن الانفصاليين سيطروا الثلاثاء على معسكرات الشرطة العسكرية والقوات الخاصة والجيش في زنجبار التي تبعد نحو 60 كيلومترا شرقي عدن في محافظة أبين.
ووضع ذلك محافظة أبين فعليا تحت سيطرة الانفصاليين المدعومين من الإمارات والذين يسعون لحكم ذاتي في الجنوب. في حين نفت الإمارات في مجلس الأمن الدولي “الثلاثاء” بشدة بأن تكون تدعم الإنفصاليين في عدن، وجددت قلقها إزاء المواجهات المسلحة في المدينة ودعت إلى التهدئة وعدم التصعيد، والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين.
وكانت وزارة الخارجية اليمنية قد إتهمت في بيان لها صباح نفس اليوم الامارات في دعم الانفصاليين وقالت “إن ما تشهده محافظة أبين من تصعيد غير مبرر من قبل قوات المجلس الانتقالي المدعومة من قبل الإمارات الشقيقة وهو أمر مرفوض”.
وعلى جبهة قتال أخرى في شمال اليمن، قال التحالف إنه شن ضربات جوية الليلة الماضية على أهداف عسكرية للحوثيين في صنعاء. واضاف إن ضرباته الجوية على صنعاء أصابت كهوفا بها صواريخ وطائرات مسيرة وأسلحة. والهجوم جاء فيما يبدو كرد فعل على هجمات للحوثيين استهدفت منشآت للطاقة في السعودية مؤخرا.
وقد يعرقل العنف والانقسام داخل التحالف جهود الأمم المتحدة لدفع اتفاقات سلام ومحادثات لإنهاء الحرب التي راح ضحيتها عشرات الآلاف ودفعت البلاد إلى شفا المجاعة. حيث تنتشر الانقسامات مع دخول الحرب اليمنية بشكل عام في حالة من الجمود.
وكانت السعودية التي ترغب في تركيز التحالف على محاربة جماعة الحوثي قد دعت إلى قمة لحل الأزمة في عدن لكن رفض الانفصاليين تسليم السيطرة على عدن بالكامل أدى إلى تأجيل القمة.
انقسامات
قال الانفصاليون المدعومون من الإمارات إن قواتهم ستواصل السيطرة على عدن حتى تتم الإطاحة بحزب الإصلاح الإسلامي، أحد دعائم حكومة هادي، والشماليين من مواقع السلطة في الجنوب.
وكشف الانقسام عن خلافات بين السعودية والإمارات، وهي الحليفة الرئيسية للرياض في التحالف وعملت على تمويل الآلاف من القوات الجنوبية وتسليحهم وتدربهم، كما توجهت نحو تقليص تواجدها العسكري في اليمن اعتبارا من يونيو/حزيران الماضي.
وسيطر مقاتلو المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن بعد اتهامه حزب الإصلاح، الذي تعتبره الإمارات أحد أذرع جماعة الإخوان المسلمين، بالتواطؤ في هجوم صاروخي نفذه الحوثيون على قوات جنوبية هذا الشهر، وهو اتهام ينفيه الحزب.
وتشير سيطرة الانفصاليين على قاعدتين حكوميتين أخريين في محافظة أبين، مسقط رأس هادي، إلى أنهم يبدو لا يعتزمون التراجع عن موقفهم.
وقال المجلس في بيان له الثلاثاء، إن صوت الجنوب استبعد من طاولة المفاوضات لفترة طويلة، وإن المسؤولية الآن تقع على عاتق المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن لقبول الواقع الجديد على الأرض.
ويسعى الانفصاليون، الذين يتهمون حكومة هادي بسوء الإدارة وبالضعف، إلى إحياء اليمن الجنوبي الذي كان دولة مستقلة قبل الوحدة مع الشمال في عام 1990.
وقالت مصادر يمنية، إن القمة السعودية المؤجلة كانت ستبحث تعديل حكومة هادي لتشمل أعضاء من المجلس الانتقالي بهدف إنهاء الأزمة.
وكثف الحوثيون هجماتهم على السعودية عبر الحدود بالصواريخ والطائرات المسيرة في الشهور القليلة الماضية.
ويحاول الحوثيون أيضا زيادة وجودهم على الساحة الدولية، إذ زاروا طهران الأسبوع الماضي حيث عقدوا محادثات مع مسؤولين إيرانيين ودبلوماسيين أوروبيين. وعينوا أيضا سفيرا لدى إيران التي عينت بدورها مبعوثا لديهم.