لقاح صيني محتمل لكورونا يثبت كفاءته.. وصدمة حول فرص نجاح “لقاح أوكسفورد”

في إطار السباق الدولي المحموم لتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، يبدو أن تجارب تجرى في الصين حاليا أتت بنتائج مبشرة.

فقد نجح لقاح محتمل تحت التجريب، في تحفيز الجسم لإنتاج أجسام مضادة للفيروس لدى 36 شخصا، في مرحلة مبكرة من اختبارات سريرية، لكنها خطوة مهمة على طريق توفير اللقاح.

وبدا أن اللقاح، الذي حفز الجسم على إنتاج أجسام مضادة في غضون 28 يوما، آمن جدا، وفقا لنتائج المرحلة الأولى التي نشرت الجمعة في مجلة “لانسيت” العلمية.

وقال وي تشين الأستاذ في معهد بكين للتقنية الحيوية الذي قاد الدراسة، في بيان صحفي: “تمثل هذه النتائج إنجازا مهما، لكن مع ذلك ينبغي تفسير هذه النتائج بحذر. إن التحديات في تطوير لقاح لمرض كوفيد 19 غير مسبوقة، والقدرة على تحفيز هذه الاستجابات المناعية لا تشير بالضرورة إلى أن اللقاح سيحمي البشر من الوباء”.

وتم اعتماد اللقاح المحتمل للتجارب البشرية في مارس الماضي، وتلقى المشاركون، وأعمارهم بين 18 و60 عاما، جرعات منخفضة أو متوسطة أو عالية.

وقال الباحثون المشاركون في الدراسة، إن تركيز الأجسام المضادة الضرورية للحماية ضد الفيروس، يبدو أنه يرتفع مع زيادة قوة الجرعة.

وبحلول اليوم الثامن والعشرين، أظهر نصف المرضى في مجموعات الجرعة المنخفضة والمتوسطة الأجسام المضادة، مقارنة بثلاثة أرباع المرضى في مجموعة الجرعات العالية.

لكن الباحثين أشاروا إلى حجم العينة الصغير، وقالوا إن هناك حاجة لمزيد من البحث قبل أن يصبح هذا اللقاح متاحا، ويجرون الآن المرحلة الثانية من التجربة مع 500 مريض.

وتم نشر نتائج الدراسة، بعد أيام من إعلان شركة التكنولوجيا الحيوية الأميركية “موديرنا” نتائج مبكرة للقاحها المحتمل، التي أشارت إللى إنتاج أجسام مضادة لدى عدد من المرضى.

ولا توجد علاجات مثبتة حتى الآن لوباء “كوفيد 19” الذي أصاب أكثر من 5 ملايين شخص في العالم وقتل مئات الآلاف، فيما يرى العلماء أن لقاحا للوقاية من المرض سيكون جاهزا في النصف الأول من 2021.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يجري تطوير أكثر من 100 لقاح على مستوى العالم، منها ما لا يقل عن 8 في مرحلة التجارب البشرية.

ويأمل العلماء في أن توفر الأجسام المضادة درجة من الحماية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، لكنهم لا يستطيعون تأكيد ذلك بشكل نهائي، حيث إن بعض المرضى أصيبوا به مجددا بعد شفائهم.

صدمة حول فرص نجاح “لقاح أوكسفورد” رغم ملايين الدولارات التي رصدت للمشروع

وعلى صعيد آخر، قال الرئيس المشارك لإنتاج جامعة أوكسفورد لقاحا مضادا لمرض كوفيد-19 إن فرصة نجاح هذه التجربة لا تتجاوز 50 بالمئة لأن فيروس كورونا يتلاشى على ما يبدو بسرعة في بريطانيا.

وأوضح أدريان هيل مدير معهد جينر بجامعة أوكسفورد، الذي تعاون مع شركة “أسترازينيكا” لصناعة الأدوية لتطوير اللقاح، أن من المتوقع ألا تسفر تجربة مقبلة تضم 10 آلاف متطوع عن نتيجة بسبب تراجع انتقال كوفيد-19 في المجتمع.

وقال هيل لصحيفة “تليغراف” البريطانية: “إنه سباق ضد اختفاء الفيروس وسباق مع الزمن. في هذه اللحظة هناك فرصة بنسبة 50 بالمئة ألا نحقق نتيجة على الإطلاق”.

ويعد هذا اللقاح التجريبي ضمن اللقاحات التي تتصدر السباق العالمي لتوفير حماية ضد فيروس كورونا المستجد.

وكان فريق هيل قد بدأ المراحل الأولى من التجارب البشرية للقاح في أبريل.

مؤشرات أولى للقاح محتمل في الخريف

وعلى صعيد آخر، قال سيث بيركلي، الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين “جافي” لصحيفة سويسرية، إن المؤشرات الأولى على فاعلية لقاح محتمل ضد فيروس كورونا يمكن أن تظهر في الخريف، متنبأ بطريق طويل بين حدوث هذا التطور وتوفر اللقاح على نطاق واسع.

وذكر بيركلي لصحيفة “إن.زد.زد أم زونتاج” في مقابلة نُشرت الأحد: “لسوء الحظ لا نعرف في الحقيقة أي لقاح سينجح، وما إذا كان ممكنا أن يكون هناك لقاح على الإطلاق. إذا كنا محظوظين سنرى المؤشرات الأولى في الخريف بالنسبة للفاعلية فيما يتعلق بلقاح محتمل”.

ومضى يقول: “لكن سيبقى هناك طريق طويل للذهاب من تلك النقطة، إلى أن تكون هناك مادة فعالة معتمدة بكميات كبيرة لسكان العالم”.

ودعا بيركلي إلى جهود عالمية منسقة ومشاركة في إنتاج أو توزيع لقاح يتم التوصل إليه في نهاية المطاف، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى اتفاق دولي لتوفير طاقة صناعية للإنتاج السريع للقاح متى ما تم إيجاده، حسبما نقلت “رويترز”.

وأضاف بيركلي: “الدول يجب أن تعمل معا من أجل مشاركة اللقاحات”، موضحا أنه من الممكن أن تكون بعض اللقاحات ناجحة أكثر لمن هم أصغر سنا وأخرى للمجموعات العمرية الأكبر.

وحثّ بيركلي منظمة الصحة العالمية على إصدار توجيهات إرشادية واضحة حول استعمال وتوزيع اللقاحات وذلك لمنع أن يتوفر لقاح أولا للأغنياء على حساب من هم أكثر احتياجا.

واختتم حديثه بالقول إنه في حال بات لقاح متاحا بكميات محدودة في البداية، فإنه يجب أن يستعمل أولا في تحصين العاملين بالقطاع الصحي.

وكالات

 

زر الذهاب إلى الأعلى