هل يمكن عزل روسيا من مجلس الأمن؟

النشرة الدولية –

في ظل التوتر القائم بين الغرب وروسيا، طالبت الولايات المتحدة بإعادة تشكيل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كخطوة تمهيدية، ترى موسكو أنها ترمي إلى عزلها.

ومن المتوقع أن يجري الرئيس الأميركي جو بايدن، محادثات مع قادة الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن إجراء تعديلات على تشكيل مجلس الأمن.

ومن منظور موسكو، تستغل الولايات المتحدة المطالب السابقة بضرورة إصلاح الأمم المتحدة وتمثيل القوى الجديدة داخل مجلس الأمن، لتطرح الآن هذا المقترح بحجة أهمية مراعاة التمثيل الجغرافي العادل للدول.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس، الأربعاء، “إن أي دولة عضو دائم بالمجلس وتمارس حق النقض للدفاع عن أعمالها العدوانية تفقد السلطة الأخلاقية ويجب محاسبتها”، منوهة إلى أن روسيا استخدمت حق النقض 26 مرة مقابل 4 مرات استخدمته الولايات المتحدة.

محاولات سابقة

ولم يكن الطرح الأميركي بشأن عزل موسكو من عضوية مجلس الأمن هو الأول منذ بداية الحرب الأوكرانية.

وفي نيسان الماضي، توافقت رؤى الكونغرس الأميركي ومجلس العموم البريطاني حول تجريد روسيا من عضويتها الدائمة بالمجلس، وشهد المجلسان تحركات لدعم هذه الخطوة.

وفي الشهر نفسه، دعا زيلينسكي، في كلمة أمام المجلس، إلى إصلاح نظام الهيئة الأممية وخاصة حق النقض.

وفي حزيران الماضي، طالب زيلينسكي، باستبعاد روسيا من مجلس الأمن.

 

وفي تموز الماضي، أكد النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، أنه لا يمكن استبعاد روسيا، إلا إذا تم حل منظمة الأمم المتحدة وأعيد تأسيسها.

وتعليقا على إمكانية عزل روسيا من المجلس، يقول مسعود معلوف، الدبلوماسي السابق وخبير الشؤون الأميركية، إن مسألة إعادة تشكيل مجلس الأمن ليست بالأمر الجديد، ومنذ سنوات ظهرت مطالب بإدخال دول مثل اليابان والبرازيل وألمانيا إلى مجلس الأمن، مع مناقشة إلغاء حق الفيتو للدول دائمة العضوية، لكنه لم يتحقق.

ويوضح معلوف أن طرح مقترح إعادة تشكيل المجلس مجددا في ظل الأوضاع العالمية التي طرأت منذ الحرب الأوكرانية والتحالف الروسي المتجمد مع الصين، يصعب تحقيقه، وبالتالي لا يمكن عزل روسيا وحرمانها من حق الفيتو

وتكمن صعوبة إجراءات إعادة تشكيل مجلس الأمن، في ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على أنه لا يحق تجريد أي دولة من عضويتها في مجلس الأمن، حتى لو لم تكن عضويتها دائمة.

ويتطلب أي تعديل في الميثاق، موافقة الدول الخمس التي لديها عضوية دائمة.

ويعدد معلوف العقبات التي تقف أمام واشنطن لتجريد موسكو من عضويتها بالمجلس:

والعقبة الأولى، تتمثل في أن القرارات المهمة ذات القوة التنفيذية تتخذ في مجلس الأمن، ومع تزايد العداوة بين دول الغرب بقيادة الولايات المتحدة وروسيا، فالمجلس لن يتخذ أي قرار من هذا القبيل، نظرا للتناغم الحالي بين بكين وموسكو، وبالتالي ستعارضان القرار باستعمال حق الفيتو.

والعقبة الثانية هي رفض الصين أن تحقق الولايات المتحدة انتصارا في مجلس الأمن، وأن تلحق بروسيا خسائر كبيرة جراء العزل.

وتتسبب دعوات عزل روسيا من مقعدها، في تصاعد العداوة بين موسكو وواشنطن وزيادة التوتر، خاصة أن الأولى لديها حلفاء ومصالح مشتركة مع بعض الدول، ما يؤشر لزيادة حدة الانقسام العالمي بين الغرب والشرق، حسب تصريحات معلوف.

ويؤكد على أن تبعات هذا التصعيد، يدفع روسيا لتقوية تحالفاتها مع الصين، وإيران التي طالبت بالانضمام إلى مجموعة شانغهاي، فهي لها مواقف واضحة ضد الدول الغربية بشكل عام والولايات المتحدة بشكل خاص.

زر الذهاب إلى الأعلى