أكاذيب الوكالات
بقلم: أحمد الصراف

النشرة الدولية –

تتعدّد وكالات التصنيف الائتماني في العالم الغربي، وهي منظمات ربحية تقدّم آراء قريبة من الدقة بشأن الجدارة الائتمانية للدول والشركات والكيانات والأوراق المالية والسندات وغيرها، حيث تقدمها للمستثمرين من أفراد ومؤسسات للاسترشاد بها، قبل الإقدام على أية مخاطرة مالية أو استثمارية.

تقدّم وكالات التصنيف نصائحها للجمهور، أو تزوّد عملاءها بأجوبة شاملة وأكثر تفصيلاً ودقة، مقابل أجور محددة. وأغلبية هذه الوكالات أميركية، مثل ستاندر أند بورز، ومودي، وفيتش، والتي تستخدم معايير محددة لتوضيح ملاءة أية دولة أو مؤسسة مالية باتباع نمط يعتمد على رموز رقمية للإشارة إلى مستوى المخاطر واحتمالية التخلف عن السداد، وتتمثل هذه الرموز في أرقام وأحرف، وهي الأكثر شيوعاً، فـAAA يعني أن المؤسسة التي تحمل هذا التصنيف هي الأكثر أماناً، ويهبط التصنيف إلى D، وهو الأدنى، مع تقييمات متوسطة، بينها AA، أو A فقط، أو BBB، وBB، وB، وCCC، وCC، وC. كما تضاف إليها أحياناً علامة زائد (+) أو علامة ناقص (-) لتحديد الموقع النسبي للتصنيف، بصورة أكثر دقة. فعلى سبيل المثال، +AA يعتبر أعلى من AA وأقل من AAA… وهكذا.

كما أن هناك وكالات تصنيف غير مالية، وأقل أهمية وخطورة، وتتعلق بمستويات المدارس والجامعات، وأفضل مستوى تعليم، أو أفضل مستوى معيشة، وأكثر الدول دخلاً، وأحسن مطعم، الذي يتبعه مقياس ميشلان، وأفضل المدن للاستقرار والعمل، وأكثرها سهولة، وتطبيقاً للقوانين، لكن قلة قليلة من هذه المؤشرات أو التصنيفات لا يمكن شراء ولاء إداراتها، خصوصاً إن تعلق الأمر بسمعة الدولة.

تعكس تصنيفات أفضل الدول لعام 2023 الصادرة عن U.S. News تصورات قريبة من الدقة لـ87 دولة، بناءً على دراسة استقصائية لأكثر من 17000 مواطن وسائح، من كثيري التنقل والتجوال، حيث اعتمدت الأسئلة للمشاركين على مجموعة السمات المختلفة ضمن 10 تصنيفات فرعية، تشمل القوة والتأثير الثقافي والتراث والغرض الاجتماعي، والأمان والقوانين، وتم التوصل من خلالها إلى القائمة الشاملة لأفضل الدول من ناحية المعيشة في العالم، إلى جانب ما يقرب من 100 تصنيف فريد آخر.

تأتي سويسرا على رأس الدول الأفضل في العالم، وقد أزاحتها كندا مؤخراً عن عرشها، لامتيازها بمساواة عرقية عالية، تفتقدها، إلى حد ما، سويسرا، ثم تأتي ثالثاً السويد، ورابعاً أستراليا، التي بقيت دائماً ضمن الدول العشر الأفضل. أما الخامسة، فكانت الولايات المتحدة، ثم اليابان، ثم ألمانيا ونيوزيلندا وبريطانيا، ثم تأتي هولندا في المرتبة العاشرة الذهبية.

***

طبعاً هناك دول رائعة كثيرة لم تنجح في أن تكون ضمن الدول العشر، ولا العشرين الأفضل في العالم، كالبرتغال ولوكسمبورغ وأيرلندا، والنمسا، وحتى تركيا، وحدها الإمارات فازت بالمرتبة الـ19. لكن هذه تصنيفات وكالة محددة، قد لا يقبلها البعض، ولكنها الأكثر دقة، وتدحض ما يتم ترويجه عن تقدم «بعض دولنا» في السياحة، وجذب المستثمرين، وارتفاع مستوى التعليم، وغير ذلك من ادعاءات.

وهناك المنظمة الدولية للمعايير ISO، وهي مؤسسة سويسرية ربحية مستقلة، تعمل على تطوير ونشر معايير دولية طوعية وقائمة على الإجماع وذات صلة بالسوق، وتدعم الابتكار وتوفر حلولاً للتحديات العالمية. ويخلط الكثير في أهمية شهاداتها، ويعتقدون أنها تتعلق بجودة المنتج، وتستغل بعض الشركات هذا الجهل في ترويج منتجاتها. فشهادة الآيزو تتعلق بالإجراءات «الإدارية والصناعية» الصحيحة التي تتبع في إنتاج الصنف، ولا تتعلق بصلاحية أو جودة الصنف أو المنتج، وهذا ما يجب الانتباه إليه.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى