سعد الحريري ينفض يديه عن “حزب الله”.. وحال لبنان اليوم
بقلم: حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

لم تكن العاصمة اللبنانية بيروت كما كانت يوم اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري، في 14 فبراير 2005، وقد كان هذا الحدث، بعد موت الحريري  الأب، الرئيس مع 21 شخصًا، لحظة حاسمة في تاريخ لبنان العصيب، عدا عن تلك الهزة الأمنية التي عاشتها لبنان عندما انفجر ما يعادل 1000 كيلوغرام من “مادة التي إن تي” أثناء مرور موكبه بالقرب من فندق “سان جورج”  وسط بيروت.

*عودة سعد الحريري.. ويوم الي جانب الضريح.

في توقيت غير مفهوم سياسيا وأمنيا، توقف الزعيم السياسي اللبناني سعد الحريري، أمام ساحة دفن رفيق  الحريري مع حراسه في موقع قريب من جامع محمد الأمين.

الحريري “الرئيس  الابن” أشار  الى أنه لن يعود حاليًا الى العمل السياسي، معتبرًا أن الوقت المناسب لم يحن بعد لعودته و”انها ليست أولوية شعب لبنان”… وهو في ذلك يتوقف في محاولة لاستعادة طريق لبنان بعد أن تم في 6 فبراير 2006،  تنفيذ ما اتفقت الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة على تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وعدت هذه المرة الأولى التي تحاكم فيها محكمة دولية أشخاصًا لجريمة ارتكبت ضد شخصية سياسية  معينة، وفي عراك المحكمة-التي ألغيت بقرار من الأمين العام للأمم المتحدة في بداية العام الحالي-.. وبحسب استنادات قانونية وسياسية، نشرتها  شبكة سي بي سي نيوز، وصحيفة وول ستريت وصحيفة هاآرتس الإسرائيلية، بالإضافة إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جنبا إلى تحقيق مستقل قام به النقيب وسام الحسن، فإنه عُثِّر على أدلة دامغة تثبت تورط عناصر من حزب الله في عملية الاغتيال.

*سر العودة

تداعيات عودة الرئيس سعد الحريري،  الذي كان رئيسا للحكومة اللبنانية المكلّف منذ 22 أكتوبر 2020 حتى اعتذاره في 19 يوليو 2021، هو ابن رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق ووريثه سياسيًا من زوجته الأولى العراقية نضال بستاني، شكلت عودته،  مع ما رافقها من توقعات وتكهنات ترتبط بالوضع العسكري والسياسي والأمني في المنطقة والإقليم، عدا لبنان، يبدو أنها جعلت الحريري يقول   في حديث لقناة “الحدث” إن: “المجتمع الدولي طلب تغييرًا في لبنان وأنا ما زلت مستمرًا ببقائي خارج السياسة”(…)، وهو اعتبر  أن “لحظة تعليق عملي السياسي جاءت لأسباب أعلنت عنها سابقًا ووجدت أن لبنان يمر بمرحلة خطيرة ما زالت قائمة”، ومع ذلك ينتبه الحريري الابن، انه في أسرار عودته القصيرة الي بيرون، سعى إلى: “قدّمت النصائح للقوى السياسية التي زارتني ولا أرى إنفراجًا على صعيد ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية”.

.. في سياق تحليل الحالة، الحريري، قال بشكل حذر، لكنه  موقوت:”آن الأوان أن نجرّب السلام في منطقتنا وأنا لا أتحدث هنا عن سلام مع إسرائيل”.

الحريري يعلم أن الحديث عن السلام في ظلال تباين وتشتت العمل السياسي اللبناني، وبالذات ضمن اختلاط الأوراق في الدولة اللبنانية وعلاقاتها العربية والدولية والإقليمية، لا تنطلي على ساسة لبنان من كل الاطياف، ومع ذلك يغامر بالتصريح الخطير مؤكدا الى  أنه وتيار المستقبل وحركة ١٤ إذا: “أسسنا لربط نزاع مع “حزب الله”  لافتا ان:” إيران لا تريد حربًا مع إسرائيل “.

وفي توافق عاطفي قال الحرير، لأول مرة:”.. وعلينا أن نقف مع أطفال غزة وأهلها”.

هناك بعض الصمت من عودة سعد الحريري، وتزامنها مع  ذكرى اغتيال والده الرئيس  رفيق الحريري، ومع الواقع السياسي والاقتصادي في الدولة، ومع ذلك كان مفاجئا اصراره القول أن من اغتال رفيق، سيدفع الثمن.

التصريح يفكك بعض المواقف والاسرار الانية: “الذين قتلوا والدي هم أعضاء من “حزب الله” ولم يكن لدى الدولة اللبنانية مقدرة على توقيفهم لأننا لم نكن نريد إفتعال حرب أهلية في لبنان”

*رفيق الحريري الأب والاغتيال.

 

في كل تاريخ لبنان السياسي، لمع اسم رفيق الحريري في أوساط واسعة من الرأي العام اللبناني في أواسط الثمانينات من القرن الماضي، تزامن ذلك مع عملية إخراج بيروت من تحت الأنقاض التي خلفتها الحرب الأهلية اللبنانية”،.. والتاريخ المعاصر، يشير إلى  رفيق، وأن عزيمته “وإيمانه الذي لا يتزعزع” بمستقبل لبنان وبشعبه، “مضى في تنفيذ ما أمكن من مشروعه في إعادة بناء الحجر والبشر”، و”سجل إنجازات بالغة الأهمية”

.. وسط الذكرى والحالة السائدة، خرج سعد الحريري إلى مناصريه في بيت الوسط، شاكرًا “كل الناس للمجيء إلى ضريح الشهيد رفيق الحريري الذي دفع دمه للبنان، ومشروعه كان مستقبل البلد ومستقبلكم أنتم الشباب والبنات”، مشيرا إلى سر مستقبلي، فهو يريد عودة حركة ١٤ إذا وتيار المستقبل، ربما يحمل ترافقات ودعم عربي غربي متوازن، في هذه الفترة، فهو يذكر والده، الحريري  الذي اغتيال أمام الحشود: “رفيق الحريري استُشهد لأنّه كان معتدلًا ووسطيًّا وحاملًا لمشروع للبلد، وأشكر كل الناس الذين نزلوا إلى الساحة، وكل الطوائف، وكل من قدّم واجب العزاء اليوم والبارحة”، وأنا باقٍ معكم وإلى جانبكم أينما كنت… وبالنتيجة “كل شي بوقتو حلو” وسعد الحريري لا يترك الناس. قولوا للجميع أنّكم رجعتم إلى الساحة، ومن دونكم لا يمشي البلد”… وهو حاول، التاكيد الى أن:”لحظة تعليق عملي السياسي جاءت لأسباب أعلنت عنها سابقًا ووجدت أن لبنان يمرّ بمرحلة خطيرة ما زالت قائمة، ولن أعود عن قرار انسحابي من الحياة السياسية الآن، وهذا سابق لأوانه”، طارحا جرأة سياسية لها من يساندها مرحليا:أن “حزب الله وإيران لا يريدان الحرب مع إسرائيل، ونحن علينا الوقوف مع غزة”. واكد أن “هناك من يحضّون على الحروب والانقسامات والتطرف لإبعاد السلام والازدهار عن منطقتنا، ومن الواضح أنّ نتنياهو يريد تحويل الوضع في لبنان إلى سيناريوهات مختلفة”.

 

وثيقة

“المهمة أُنجزت”.. غوتيريش ينهي عمل “محكمة اغتيال الحريري”

01 يناير 2024

 

المحكمة أصدرت أحكاما غيابية ضد 3 أعضاء في حزب الله

أنهى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عمل المحكمة الدولية التي تم إنشاؤها للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، عام 2005.

على مر السنين، عقدت المحكمة الخاصة بلبنان إجراءات غيابية، ووجدت أن 3 أعضاء من جماعة حزب الله المسلحة مذنبون فيما يتعلق باغتيال الحريري في تفجير شاحنة مفخخة في 14 فبراير 2005.

وأصدرت المحكمة، ومقرها لاهاي بهولندا، أحكاما بالسجن المؤبد على الثلاثة، وهم سليم جميل عياش، وحسن حبيب مرعي، وحسين حسن عنيسي.

ونفى مسؤولو حزب الله مرارا تورط أعضاء في الجماعة في الهجوم، ورفضوا التعامل مع المحكمة. وأدى التفجير إلى مقتل الحريري و21 آخرين وإصابة 226.

وقال قضاة المحاكمة إنه “لا يوجد دليل على تورط قيادة حزب الله أو سوريا في الهجوم”، لكنهم أشاروا إلى أن الاغتيال وقع بينما كان الحريري وحلفاؤه السياسيون يناقشون ما إذا كانوا سيطالبون سوريا بسحب قواتها من لبنان.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في بيان الأحد، إنه تم إنشاء المحكمة الخاصة لمحاكمة المسؤولين عن الهجوم، بعد اعتماد قرار مجلس الأمن عام 2007. وامتد اختصاص المحكمة أيضا ليشمل هجمات أخرى تم تحديدها قضائيا على أنها “مرتبطة” باغتيال الحريري.

وفي بداية عام 2023، مدد غوتيريش ولاية اللجنة حتى 31 ديسمبر “لغرض محدود يتمثل في استكمال المهام غير القضائية المتبقية ومن أجل الإغلاق المنظم للمحكمة الخاصة”.

وقال دوجاريك إن الأمين العام أشار، الأحد، إلى أن هذه المهام أُنجزت وتم إغلاق المحكمة.

وأوضح: “الأمين العام يعرب عن تقديره العميق للتفاني والعمل الجاد الذي قام به القضاة والعاملون في المحكمة الخاصة على مر السنين”.

وأضاف أن غوتيريش أعرب عن تقديره أيضا للدعم الذي قدمته الحكومة اللبنانية وحكومة هولندا، باعتبارها الدولة المضيفة، والدول الأعضاء التي شاركت في لجنة إدارة المحكمة.

زر الذهاب إلى الأعلى