فضة* صلاح الساير
الأنباء –
أعطيت الفضة قيمة عالية في كثير من المجتمعات لأكثر من خمسة آلاف سنة. وللفضة مكانة كبيرة لدى الفراعنة فقد كان الاعتقاد السائد لديهم أن للآلهة عظاما من فضة ولهذا لم يستخدم معدن الفضة في مصر إلا بعد أن انتشرت استعمالاته في الشرق الأوسط. والفضة تفوق الذهب حضورا واستعمالا فنجدها معلقة على صدور الناس وفي حشوة الأسنان والأقمار الصناعية التي تحلق في الفضاء البعيد مرورا بالالكترونيات والأدوات الكهربائية والزجاج وفي المفاعلات النووية وسك الميداليات الفضية في المسابقات الرياضية.
كان شعب المايا في الأزمنة القديمة يعتقد أن «الذهب عرق الشمس والفضة دموع القمر» وتضيف مؤلفة كتاب «الفضة» فيليبا ميريمان مديرة «شركة ميريمان سيلفر لإنتاج الأواني الفضية» ان المعادن مثل الذهب والفضة لعبت دورا مهما في تحديد المعايير لقياس القيمة وتحديد الأوزان في التجارة قديما. وعلى الرغم من شيوع العملات النقدية في الصين في عهد أسرة تانغ التي حكمت بين 618 و907 ميلادي، فقد استمر استخدام الفضة هناك على شكل سبائك منقوشة وذلك لأغراض دفع الضرائب (ورشوة المسؤولين)!
رغم لمعان الفضة وحضورها الأخاذ لم تتمكن من تجاوز مكانة الذهب فبقيت في ظله مكتفية بالبطولة الثانية في كل شيء تقريبا. ولكنها (حسب مجلة قوافل التي تصدرها شركة ارامكو السعودية) لم تبتعد عن الذهب سواء أكان ذلك في المناجم تحت سطح الأرض أو على ألسنة الناس في الأمثال الشعبية أو في عالم الاسواق والاقتصاد، ولأن الفضة اقل قيمة من الذهب وصفت بانها «ذهب الفقراء» فالمشغولات والحلي الفضية تلقى رواجا لدى ذوي الدخول المتوسطة. كما استخدم العرب المعادن الثمينة في الأسماء خاصة النساء ومنها اسم فضة.