شركات الطيران الأمريكية والأوروبية تعلق تحليق طائراتها في أجواء هرمز والأجواء الإيرانية
النشرة الدولية –
أعلنت عدد من شركة الطيران العالمية عدم تحليقها في أجواء مناطق مضيق هرمز والمجال الجوي الإيراني.
كما منعت الولايات المتحدة “حتى إشعار آخر” شركات الطيران المدني الأميركية من التحليق في المجال الجوي الإيراني، وذلك بعد يوم من إسقاط إيران طائرة استطلاع أميركية مسيرة من على ارتفاع كبير.
وقالت سلطة الطيران المدني الأميركية في بيان إنّ هذه القيود مردّها إلى “ازدياد الأنشطة العسكرية وتزايد التوترات السياسية في المنطقة، مما يشكّل خطراً غير مقصود على عمليات الطيران المدني الأميركي واحتمال حصول سوء تقدير أو سوء تعريف”.
وأضاف البيان أنّ “الخطر الذي يتهدّد الطيران المدني الأميركي تجلّى في صاروخ أرض-جو الذي أطلقته إيران على طائرة أميركية بدون طيار” الخميس فوق مضيق هرمز، في حادث قرّب البلدين من نزاع مفتوح في واحد من أنشط خطوط شحن النفط في العالم.
وأتى قرار الحظر بعيد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنّ إيران ارتكبت “خطأ جسيماً” بإسقاطها الطائرة الأميركية المسيّرة في الأجواء الدولية فوق مضيق هرمز، في حين أكّدت طهران أنّ الطائرة انتهكت مجالها الجوي.
وطوال نهار الخميس دارت بين واشنطن وطهران حرب بيانات وإحداثيات حاول من خلالها كلا الطرفين إثبات مزاعمه.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على تويتر إنّ طائرة الاستطلاع التابعة لسلاح البحرية الأميركية “انتهكت المجال الجوي الإيراني” ناشراً إحداثيات الموقع الذي أسقطت فيه.
وكتب ظريف أنّ الطائرة “اصيبت في الساعة 4,05 (23,35 ت غ الأربعاء) عند خط العرض 25 درجة و59 دقيقة و43 ثانية شمالاً وخط الطول 57 درجة و02 دقيقة و25 ثانية شرقاً”.
وأضاف “عثرنا على بقايا من الطائرة العسكرية الأميركية في مياهنا الإقليمية في الموقع الذي أسقطت فيه”.
ولكنّ الردّ الأميركي لم يتأخّر، إذ نشر البنتاغون مساء الخميس خريطة المسار الذي سلكته الطائرة قبيل إٍسقاطها. وبحسب هذه الخريطة فإنّ الطائرة حلّقت فوق المياه الدولية والعمانية ولكنها لم تحلّق بتاتاً فوق المياه الإيرانية.
وتظهر الخريطة أيضاً صورة لطائرة تحترق في الساعة 23,39 ت غ عند خط العرض 25 درجة و57 دقيقة و42 ثانية شمالاً وخط الطول 56 درجة و58 دقيقة و22 ثانية شرقاً.
وبمقارنة البيانات الأميركية بتلك الإيرانية يتبيّن وجود فارق مكاني وزماني، إذ إنّ الطائرة أصيبت بحسب ظريف قبل أربع دقائق من الساعة التي أعلنتها واشنطن وفي مكان مختلف.
وفي وقت سابق، قالت شركة الخطوط الجوية المتحدة “يونايتد إيرلاينز United Airlines” إنها علقت رحلاتها من مطار نيوارك بولاية نيوجيرسي الأميركية إلى مومباي، المركز المالي الهندي، عقب مراجعة تتعلق بالسلامة بعدما أسقطت إيران طائرة استطلاع أميركية مسيرة من على ارتفاع كبير.
وقالت الشركة على موقعها الإلكتروني: “نظراً للأحداث الحالية في إيران، أجرينا مراجعة شاملة للسلامة والأمان للخدمة التي نقوم بها إلى الهند عبر المجال الجوي الإيراني وقررنا تعليق الخدمة”.
الطيران الأوروبي يعلق طيرانه فوق هرمز
وأعلنت الخطوط الجوية البريطانية تحليق طيرانها فوق منطقة هرمز وفوق الأجواء الإيرانية/ مشيرة إلى أنها لا تزال قلقة من تصاعد التوتر والنشاط العسكري بالقرب من مسارات جوية للطائرات المدنية.
وأضافت أنها قلقة من استعداد إيران لاستخدام صواريخ أرض جو طويلة المدى في المجال الجوي الدولي دون سابق إنذار.
وأشارت إلى أن تطبيقات تتبع مسارات الرحلات الجوية تظهر أن أقرب طائرة تجارية كانت في نطاق 45 ميلا بحريا من الطائرة المسيرة التي أسقطتها إيران، الخميس.
وقالت شركة الطيران الهولندية “كي ال ام” إن طائراتها لن تحلق بعد الآن فوق مضيق هرمز، مضيفة “الحادث مع الطائرة المسيرة هو السبب.. هذا إجراء وقائي”.
وسارت شركة كوانتاس الأسترالية للطيران على المنوال نفسه، وأعلنت أنها ستتجنب التحليق في أجواء مضيق هرمز.
وفي بيان لشركة طيران لوفتهانزا الألمانية، أعلن تجنب طائرات الشركة أجواء خليج عُمان نتيجة التوتر القائم بعد إسقاط إيران طائرة استطلاع عسكرية أميركية. وكانت شركة “كانتاس الأسترالية” أعلنت تفادي رحلاتها أجواء مضيق هرمز وخليج عمان.
وأعلنت شركة الطيران الهولندية “كي ال ام” الجمعة أن طائراتها لن تحلق بعد الآن فوق مضيق هرمز الواقع في المنطقة التي أسقطت فيها إيران طائرة مسيرة عسكرية أميركية.
وقالت الشركة في بيان إن السلامة هي “الأولوية المطلقة” للشركة.
وأضافت “نتابع عن كثب جميع التطورات التي قد تكون مرتبطة بسلامة المجال الجوي 24 ساعة وسبعة أيام في الأسبوع وننظم العملية بطريقة تضمن سلامة الرحلات”.
وتابع البيان “الحادث مع الطائرة المسيرة هو سبب لعدم التحليق فوق مضيق هرمز حاليا. هذا إجراء وقائي”.
وتسبب إسقاط الطائرة المسيرة — التي تقول واشنطن إنها كانت فوق المياه الدولية فيما تقول إيران إنها اخترقت مجالها الجوي — في تصاعد التوتر بين الجانبين بعد سلسلة من الهجمات على ناقلات وجهت فيها الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى طهران.