نحو حل الدويلتين.. دويلة رام اللـه ودويلة غزة* مروان كنفاني
النشرة الدولية –
من الواضح أن الهدف من منع المرشحين الفرديين هو تكتل الأصوات للقوائم التي سيكون عمادها، كل من قائمتي فتح وحماس. في المقابل سوف يظهر قريبا رفض دائرة المفاوضات للعديد من القوائم المجتمعية بحجة عدم التزامها بالقوانين ذات الصلة.
إن استمرار لجنة الانتخابات العليا في رفض القوائم المقدمة لها من قبل أصحاب القوائم الشعبية وليس الحزبية قد يتسبب في رد فعل غاضب من الشعب في الضفة الغربية وقطاع غزة، يتمثل في مقاطعة شعبية للمشاركة في الانتخابات القادمة.
قد يثبت تطور الأحداث قبل وأثناء وربما بعد انتهاء الانتخابات، وفق تفسير يتردد في بعض الصحف الغربية أن ضغوط الدول الأوروبية نحو إجراء الانتخابات الفلسطينية هو الذي أرغم الفصائل، بعد حوالي خمسة عشر عاما من الفشل، منذ الانتخابات الأخيرة، على القبول بإجرائها الآن.
الأمر الذي يتبلّور يوما بعد يوم يتباعد عن مجرد دعم دولي لإجراء انتخابات نزيهة لتحقيق الوجود السياسي للدولة الفلسطينية الموحّدة التي تعارضها إسرائيل، وتعارضها أيضا الفصائل الفلسطينية الأقوى فتح وحماس.
ما يراه العالم اليوم هو مبادرة دولية، لا تتصدر بها الولايات المتحدة وغيرها لأسباب لا تحتاج للشرح، بل تقودها بعض دول الاتحاد الأوروبي وأهمها فرنسا وألمانيا. والهدف الأوروبي من إجراء الانتخابات، كما ذكرت ألمانيا علنا منذ أشهر مضت هو “تجديد الشرعية” للقيادات الفلسطينية، والمقصود السلطة الوطنية وحكومة حماس. وليس هناك أفضل لتجديد الشرعية من الفوز في الانتخابات.
سوف تعيد الانتخابات القادمة، إذا تمت، الوضع الفلسطيني إلى وضعه الحاضر، حيث تستمر حركة فتح في حكم الضفة الغربية بفوز أو دون فوز. كذلك ستفعل حركة حماس في حكم قطاع غزة، وكلاهما سيكون مؤهلا بـ”الشرعية” وجاهزا للانفصال النهائي وتكريس دويلتين فلسطينيتين، دويلة رام الله ودويلة غزة، وبموافقة دول المنطقة وكل دول العالم على ذلك. بدلا من العمل على إنشاء دولة فلسطينية واحدة قابلة للحياة.