مصور “اندبندنت عربية” يتعرض للضرب وتحطيم معداته في الخرطوم

تعددت الحوادث التي تم فيها اعتقال الصحافيين ومنعهم من مزاولة مهنتهم بسهولة

النشرة الدولية –

اندبندنت عربية – إسراء الشاهر

يعاني الصحافيون السوادنيون من التضييق في عملهم أثناء تغطيتهم للأحداث في البلاد ويواجهون الاعتقال والضرب وتكميم الأفواه وغيرها من الممارسات التي تمنعهم من نقل الواقع الذي يعيشه السودانيون خصوصاً أن الإعلام البديل (وسائل التواصل الاجتماعي) لم تعد فعالة كالسابق بعد انقطاع خدمة الإنترنت منذ انقلاب قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان على شركائه المدنيين في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وإعلان حالة الطوارئ وعزل رئيس الوزراء عبدالله حمدوك واعتقال العديد من الوزراء والناشطين السياسيين وممثلي قوى الحرية والتغيير.

أمثلة عدة

وتعددت الحوادث التي تم فيها اعتقال الصحافيين في السودان ومنعهم من مزاولة مهنتهم بسهولة، حيث تعرض مصور “اندبندنت عربية”، حسن حامد، للضرب خلال تغطيته لمجريات الأحداث المتسارعة في البلاد.

وفي التفاصيل، أثناء توثيقه اليوم الأول للعصيان المدني في منطقة بري بوسط الخرطوم، وتغطيته للمواجهات بين المتظاهرين والشرطة تعرض حامد للضرب المفرط ومصادرة الكاميرا الخاصة به التي تم تحطيمها إضافة إلى تفتيش حقيبة الكاميرا وأخذ البطاقات واقتياده لقسم الشرطة.

وقال حسن حامد إنه “في الشارع الرئيس لحي بري بوسط الخرطوم وخلال تغطيتي اليوم الأول للعصيان المدني، حدثت مناوشات بين الشرطة والمتظاهرين وهجمت الشرطة على المحتجين حتى تراجعوا، وفي هذه الأثناء قمت بتصوير الهجوم فقام عناصر منهم بالتقاطي وضربي بقوة شديدة وأخذوا الكاميرا وقاموا بتكسيرها ودهس عدستها بواسطة عربة شرطة وكسروا الحامل الثلاثي للكاميرا وتم تجريدي من بطاقة العمل الصحافي”.

وأضاف “في هذه الأثناء كانت هناك مناوشات بين الشرطة والمتظاهرين، بعدها اقتادني ملازم أول من المباحث لرئاسة شرطة العمليات وبعد التحري تم تحويلي لقسم شرطة الشمالي في وسط الخرطوم وبعدها ذهب معي مساعد شرطة للنيابة وطلب مني وكيل النيابة المتواجد أن أحضر غداً لأقابل وكيل النيابة وكان ذلك في حوالى الساعة التاسع مساء وعدت إلى المنزل”.

وقال حامد “في صباح 8 نوفمبر (تشرين الثاني)، قابلت وكيل النيابة وقام بتحرير عريضة بعد أداء القسم، وعدت للقسم الشمالي لإتمام باقي الإجراءات القانونية فقال لي الضابط نحن شرطة لا نستطيع القبض على شرطي إلا بواسطة التنسيقية وبعدها ذهبت للتنسيقية ولم يسمحوا لي حتى بالدخول”.

تنديد كبير 

وعبر عدد كبير من الصحافيين عن غصبهم من القمع الذي تعرض له مراسل “اندبندنت عربية” والذي يتعرض له عدد كبير من الصحافيين، واعتبروا أن ما حدث يشير إلى نوايا الانقلابين في تكميم المزيد من الأفواه وإخفاء الحقائق عن العالم الخارجي.

وقال بكري عبدالعزيز رئيس شبكة الصحافيين المستقلين “شاهدنا الاعتداء على مراسل “اندبندنت عربية”، وهذا أمر غير مقبول ويؤكد استمرار سلطة الانقلاب في تكميم الأفواه واعتقال الصحافيين وتعذيبهم وهذه ليست المرة الأولى حيث تعرض عدة صحافيين ومراسلين للاعتقالات من داخل استديو هات القنوات، وهذا أمر يدعوا للحزن في بلد أوقدت ثورة ديسمبر (كانون الأول) والتي كان شعارها الأهم الحرية، يتعرض الصحافيون فيها الآن للانتهاكات”.

ويضيف عبدالعزيز “نحن كشبكة مستقلة سنصعد الموضوع لأعلى المستويات ولن نسكت على إهانة الصحافيين داخل السودان ولن نسكت على هذه الجرائم وسنطالب كل المنصات الدولية والعالمية ومنظمات حقوق الإنسان بالإضافة لمجلس الأمن بضرورة إدانة العنف الذي تتعرض له الصحافة في السودان”.

في سياق متصل اعتبر الناشط الحقوقي مصطفى خالد إن “تعرض الصحافيين في السودان للبطش والترهيب يجب أن يُواجه بالقانون وتصعيد الأمر وعدم الرضوخ للانتهاكات التي تحدث حتى لا تتكرر وحتى يعلم العالم أن الصحافيين السودانيين يعيشون ظروف صعبة ومؤلمة ويحرمون من تأدية مهامهم الصحفية بحرية وينعدم الأمان لديهم بالإضافة للحصار المستمر عليهم والتهديد بالتعذيب والاعتقال وربما يصل الأمر في حال السكوت عليه للاغتيال”.

وأضاف خالد “نحن نناشد المجتمع الدولي بضرورة الالتفات لما يحدث للصحافيين في السودان الآن فهو خطير وغير مقبول ويحمّل الدولة مسؤولية تجاه ما يحدث لهم، مع العلم أن تكميم الأفواه وتحديد ما يُكتب ويُنشر سيعيدهم إلى نقطة الصفر وهي صحافة ليست حرة ولا نزيهة”.

الجدير بالذكر أن السودان احتل سابقاً مرتبة متأخرة جداً (159) في مؤشر حرية الصحافة، وفقاً لمنظمة مراسلون بلا حدود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى