رمضان في الكويت.. تلاقٍ وسمر وإحياء عادات
النشرة الدولية –
يعيش الكويتيون أجواء مميزة خلال شهر رمضان، من تلاقٍ اجتماعي، تكسوه مشاعر التراحم والود والإخاء، وطقوس خاصة تحيي تقاليد الآباء والأجداد. وتكثر التجمعات العائلية في المنازل والديوانيات، على موائد الإفطار أو «الغبقات» الرمضانية، وقبيل دخول رمضان، تستعد النساء للشهر الفضيل بشراء الأواني الفاخرة المتنوعة للوفاء بمتطلبات الضيافة.
ويرتاد الكويتيون الديوانيات، للسمر ونقاش أحوالهم، وتنظيم بعض مسابقات تضفي أجواء من البهجة والمرح، فيما تقام فيها موائد الإفطار الجماعي، خلال شهر رمضان، بما تحتوي من أصناف الأرز واللحم وهريس القمح والتشريب واللحم، والحلويات والمشروبات، مثل قمر الدين والليمون والشاي والقهوة، وفقا للبيان الإماراتية.
وتعتبر الغبقة الرمضانية، عادة تراثية، ارتبطت بشهر رمضان عند أهل الكويت، وتحظى باهتمام كبير، بما تعزّز من أواصر الترابط بين أبناء المجتمع. وتبدأ الغبقة بعد صلاة العشاء، وتستمر حتى السحور، فيما تقدم فيها أطباق الحلوى والجريش والهريس واللقيمات، إذ جرت العادة على قيام كل سيدة بعمل طبق من صنع يديها، ومن ثمّ يتجمعن في أحد المنازل، لتناول أشهى الأطباق. وتطوّرت الغبقة، وأصبحت تقام بعد صلاة التراويح، وحتى ساعة متأخرة من الليل، في الفنادق والصالات الفخمة.
موائد ومدفع
وتنتشر موائد الرحمن في الكثير من مساجد الكويت، لإطعام الفقراء والمحتاجين، ولعل أبرز ما يميّز شهر رمضان، كثرة الحملات الخيرية الإنسانية، وتدافع الجميع للتبرّع لإقامة الإفطارات الجماعية للصائمين، وإغاثة المحتاجين. وتكثر خلال الشهر الفضيل، الحملات التي تنظمها الجمعيات الخيرية، تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية، لمساعدة الأسر المتعففة والمرضى وطلبة العلم، وبناء المساجد، ومساعدة الفقراء.
ويُعد مدفع الإفطار، إحدى العادات المرتبطة بشهر رمضان في الكويت، إذ يجتمع الناس بكثافة، قرب مكان المدفع منذ العصر، ويهللون عند انطلاق المدفع. ويوجد مدفع رمضان بالقرب من سوق المباركية التراثي الشهير، الذي يقصده أهل الكويت بكثافة خلال الشهر الفضيل. ويحظى «أبو طبيلة» بمكانة خاصة لدى أهل الكويت خلال رمضان، إذ يجوب الشوارع لإيقاظ النائمين لتناول طعام السحور، فيما يودّع رمضان بصوت حزين أواخر الشهر المبارك، قائلاً: «الوداع… الوداع يا رمضان، وعليك السلام شهر الصيام».
ليالي القرقيعان
وينتظر الأطفال ليالي القرقيعان، وهي أيام 13 و14 و15 رمضان، بفارغ الصبر، ليخرجوا محتفلين بهذه الليالي، حاملين أكياساً من القماش، معلقة حول رقابهم، يكون اللون الأبيض فيها للذكور، وبقية الألوان للإناث، واضعين عليها ما تمّ توزيعه عليهم من الأهل والأقارب والجيران من حلويات ومكسرات، بعد الإفطار ووقت السحور.
ومع دخول الشهر في لياله العشر الأخيرة، يستعد الكويتيون لإحياء ليلة القدر، إذ تحظى هذه الليلة بمكانة خاصة لدى الكويتيين، فينتظرها الآلاف، ليتجمعوا في المساجد. وعادة ما يحرص أهل الكويت على إحياء هذه الليلة في مسجد الدولة الكبير، بالعاصمة الكويت، إذ يزيد عدد رواده من المصلين على 40 ألف مصلٍ، في أجواء تتجلى بها المظاهر الإيمانية والروحانية في أبهى حلة.