“العمل معًا من أجل الإنسانية: التزام مؤسسة الوليد للإنسانية بتعزيز حقوق الإنسان وإحداث تغييرٍ دائمٍ من خلال الشراكات المحلية والعالمية والمبادرات المؤثرة

م. نجلاء الجعيد نائب للأمين العام لمؤسسة الوليد بن طلال

النشرة الدولية –

في 10 ديسمبر، يشكل يوم حقوق الإنسان مناسبة للاحتفال بالتقدم المحرز، وأيضًا تذكيرًا قويًا بالعمل المستمر المطلوب لضمان الكرامة والمساواة والعدالة للجميع. على الرغم من أن حقوق الإنسان معترف بها عالميًا، إلا أنها ليست دائمًا محمية، ولا يزال العديد من الأفراد يواجهون الانتهاكات يوميًا، يعاني الملايين حول العالم من التمييز والاستغلال وافتقارهم إلى الحقوق الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم.

حقوقنا، مستقبلنا، الآن: حملة عالمية من أجل التغيير

حقوق الإنسان تؤثر على الجميع كل يوم. في مؤسسة الوليد للإنسانية، نحن ملتزمون بتعزيز حقوق الإنسان ودفع التغيير الاجتماعي على مستوى العالم. تتجسد جهودنا في الشراكات التي نبنيها والمشاريع التي ندعمها، بغض النظر عن العِرْق أو الدين أو الجنس . نحن نركز على تعزيز الكرامة والمساواة والفرص للجميع. يواجه عملنا التحديات الرئيسية لحقوق الإنسان، بدءًا من المساواة بين الجنسين وصولًا إلى التعليم والرعاية الصحية، مع ضمان إحداث تغييرٍ دائمٍ من خلال حلولٍ مستدامة. نؤمن بالتعاون ونعمل جنبًا إلى جنب مع شركاء محليين وعالميين لخلق عالمٍ أكثر إنصافًا. معًا، نسعى لجعل حقوق الإنسان واقعًا للجميع.

تمكين النساء من خلال التعليم القانوني: مبادرة “واعية

تعد مبادرة “واعية” في المملكة العربية السعودية مثالاً بارزاً على التزامنا بحقوق الإنسان، حيث تساهم في تمكين النساء عبر توفير التعليم القانوني والدعم. من خلال تقديم خدمات قانونية، خاصة في المناطق الريفية، تساعد مبادرة “واعية” النساء على التفاعل مع التحديات القانونية، بما في ذلك العنف الأسري. في عام 2023 فقط، قدمت المبادرة أكثر من 11,000 استشارة قانونية ودعمت 1,150 قضية، ما كان له تأثيرًا كبيرًا على حياة العديد من النساء اللواتي في حاجة. هذه مجرد واحدة من العديد من المبادرات التي تظهر التزامنا بتعزيز التغيير الاجتماعي وتعزيز حقوق الإنسان للجميع. خلال جائحة كوفيد-19، حققت “واعية” خطوات ملحوظة رغم التحديات العالمية. استمرت مبادرة “واعية 6” في مهمتها من خلال تقديم تدريبٍ قانوني عن بعد للمحاميات في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية. بالشراكة مع الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان والمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، قامت مبادرة “واعية” بتدريب أكثر من 205 محامية، مما عزز مهاراتهن ومعرفتهن القانونية لدعم النساء المحتاجات بشكل أفضل. وفي الوقت نفسه، استمرت المبادرة في تقديم الاستشارات القانونية عبر تطبيقها، ما سمح للنساء بالحصول على استشارات قانونية مجانية عن بُعد. أصبحت هذه المنصة الرقمية محورًا أساسيًا خلال الجائحة حيث ساعدت في حل أكثر من 200 قضية قانونية تتعلق بالعنف الأسري وقضايا أخرى. بالإضافة إلى ذلك، تلقت أكثر من 150 امرأة أخرى دعماً قانونياً حيوياً، مما ضمن حماية حقوقهن حتى في أوقات التحديات. تجسد مبادرة “واعية”،بين الخدمات القانونية الميسرة والتطوير المهني للمحاميات، التزامها المستمر بتمكين النساء وتعزيز مجتمعٍ أكثر عدلاً.

 

 

بالإضافة إلى دعم حقوق النساء، نواصل استثمارنا في المبادرات التي تخلق تغييرات مستدامة للأفراد والمجتمعات. يساعد مشروع “مستقبل-2” في اليمن، عام 2023، بالتعاون مع (التعليم من أجل التوظيف)، 500 طالب في الحصول على وظائف والمشاركة في التدريب على ريادة الأعمال، ما يمكّن الشباب من بناء سبل عيشٍ مستدامة. وبالمثل، يركز برنامج “إجادة”، في الأردن، عام 2023، والذي تم تنفيذه بالشراكة مع منظمة ” هيئة أنقذوا الأطفال”، على رفاهية المعلمين وتطوير الطلاب، ما يضمن تجهيز الجيل القادم للنجاح في عالم يتغير باستمرار. تمثل هذه المشاريع مثالاً على كيفية دفعنا للتغيير الاجتماعي المستدام وتحسين حياة الناس حول العالم.

إن الكفاح من أجل حقوق الإنسان لا يمكن أن يتم من قبل الحكومات والمنظمات فقط. كل منا يلعب دورًا حيويًا في تعزيز العدالة والمساواة والكرامة. في يوم حقوق الإنسان، علينا تجديد التزامنا بهذه القيم. سواء بالدعوة إلى حقوق المجتمعات المهمشة أو بالوقوف ضد التمييز في حياتنا اليومية، فإن كل فعلٍ يُحدث فرقًا. في مؤسسة الوليد للإنسانية، نركز أيضًا على تلبية احتياجات أولئك المتأثرين بالأزمات. في أعقاب الزلازل المدمرة في سوريا وتركيا عام 2024، كان التزامنا منصباً على تحسين الصحة والرفاهية لكلٍ من اللاجئين والمجتمعات المضيفة. تم تنفيذ هذه المشاريع بالشراكة مع “الهيئة الطبية الدولية”، حيث عملنا معًا لتقديم الدعم الطبي الحيوي وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية لأولئك المتضررين من الكارثة. تشمل جهودنا تركيب أنظمةٍ شمسيةٍ، وتوفير المعدات الطبية، والإمدادات المخبرية، والعلاج الطبيعي، بالإضافة إلى تقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي الأساسية. تمثل هذه المشاريع مثالًا على كيفية دفعنا للتغيير الاجتماعي المستدام وتحسين حياة الناس حول العالم.

بينما نتأمل في التقدم الذي تم إحرازه، يجب أن نعترف بأن الرحلة نحو حقوق الإنسان العالمية لم تكتمل بعد. يوم حقوق الإنسان ليس مجرد لحظة للتأمل—بل هو دعوة للعمل. نؤكد مجددًا التزامنا بضمان الكرامة والمساواة للجميع. من خلال العمل معًا من أجل الإنسانية، يمكننا إحداث تأثيرٍ دائمٍ، وتحويل حقوق الإنسان من أفكارٍ إلى واقعٍ للجميع، في كل مكان.

زر الذهاب إلى الأعلى