محال المجوهرات في الأردن تتحول إلى مراكز لشراء الذهب

النشرة الدولية –

تذبذب أسعار الذهب يحول المواطنين الأردنيين إلى تجار يشترون ويبيعون مدخراتهم من المعدن الأصفر وفق حركة أسعاره، مستفيدين تارة من ارتفاعه وطورا من انخفاضه.

تحولت محال المجوهرات في الأردن إلى مراكز لشراء الذهب، بدلا من بيعه، بعد أن كانت نسبة إقبال الأردنيين على البيع كبيرة، لاستغلال أسعاره المرتفعة التي استمرت حتى منتصف الأسبوع الجاري.

وقال تجار ذهب إن الأسعار التاريخية للمعدن الأصفر فتحت الباب أمام عمليات البيع بشكل مكثف في الأردن، من جانب المواطنين، سواء كان ذلك للحلي أو للمدخرات الاستثمارية.

ويتجه الأفراد عادة إلى الاحتفاظ بالمشغولات الذهبية كمخزن للقيمة والزينة في نفس الوقت، حيث يعتبر الكثيرون أن الاحتفاظ بالمجوهرات الثمينة في المنزل بمثابة مال مخزون يصلح وقت الحاجة والأزمات.

ولهذا فإن عملية بيع الذهب وشرائه من قبل المواطنين الأردنيين خلال هذه الفترة التي تشهد ارتفاعا في الأسعار غير مسبوق، يعدان نوعا من الاستثمار والاستفادة من الفرص للحصول على هامش ربحي يعود على الأسر بالفائدة المالية ويقوي مدخراتها من هذا المعدن الثمين.

وارتفعت الجمعة الماضية أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة عند متوسط 2072 دولارا للأونصة (الأوقية) مدفوعة بارتفاع مخاطر وباء كورونا الذي دفع الكثير من الاقتصاديات إلى التهاوي، قبل أن تتراجع لاحقا، مع بقاء سعر الذهب على شكل مصاغ مرتفعا.

وعززت هذه المخاطر الاتجاه نحو الذهب بوصفه من الملاذات الآمنة لحفظ الثروات من التآكل، فضلا عن تراجع وضع الدولار الأميركي في أسواق صرف العملات، الأمر الذي وجه بوصلة الاستثمار بقوة نحو المعدن الأصفر.

وأكد نقيب تجار الحلي والمجوهرات أسامة امسيح، أن الإقبال على محال الذهب من قبل المواطنين كان ملحوظا منذ ارتفاع أسعار الذهب عالميا خلال الفترة الماضية، وانعكاس ذلك على زيادة هذه الأسعار محليا.

وأشار امسيح إلى أن حركة البيع نشطت، مؤخرا، سواء تعلق الأمر بالحلي والمجوهرات الشخصية للاستفادة من فارق السعر فيها، أو بالمدخرات من الليرات والأوقيات من أجل الاستثمار.

وفي الوقت ذاته، قال إن هذه الأسعار لم تمنع العديد من المستثمرين في هذا المجال من تنويع محافظهم بشراء كميات أخرى من الليرات والسبائك، لافتا إلى أن السوق محليا لم تستوعب الهبوط الأخير في الأسعار العالمية.

ويأتي الارتفاع في أسعار الذهب عالميا خلال الشهر الجاري بالتزامن مع ذروة موسم المناسبات الاجتماعية في الأردن والمنطقة العربية، وهو ما دفع بعض العائلات إلى تأجيل شراء المجوهرات لحين تراجع أسعارها إلى مستويات مقبولة.

وأوضح أن حجم الاستثمار في القطاع داخل المملكة، يقدر بنحو 200 مليون دينار (282 مليون دولار) وأن عدد التجار فيه يقارب 700 تاجر.

ولفت تاجر الذهب وأمين سر النقابة ربحي علان، إلى أن الشراء تراجع في السوق عموما بنسبة 80 في المئة منذ بداية العام، لعدة أسباب أبرزها تأثير جائحة كورونا وانعكاساتها على القدرة الاقتصادية محليا، وكذلك على موسم المناسبات والأفراح خصوصا، بعد غلق قاعات الأفراح، إضافة إلى ارتفاع الأسعار.

وقال التاجر أيمن عياد إن نسبة الشراء إلى بيع المدخرات في المملكة تقدر بـ5 في المئة فقط، “الأمر الذي بات يؤثر على التجار ويحد من السيولة لدى بعضهم البعض”.

وأكد أن بدء تراجع الأسعار عالميا، أصبح يدفع العديد إلى الإسراع في البيع تحسبا للانخفاض الكبير في الأسعار عما هي عليه حاليا، وفقدان فرصة تحقيق ربح مجز من فارق السعر.

وبحسب نقابة الحلي والمجوهرات الأردنية، فقد سجل سعر غرام الذهب من عيار 24، الأربعاء، نحو 43.57 دينار (61.43 دولار). وسجل عيار 21، 38.13 دينار (53.76 دولار).

وما زاد من خسائر الذهب منتصف الأسبوع الجاري، عمليات بيع واسعة لجني الأرباح من قبل المستثمرين، مستفيدين من حفاظ الدولار على مستوى صاعد، رغم تراجع العملة الأميركية قليلا الثلاثاء، بينما كان للقاح روسيا دور ثانوي في تذبذب أسعار المعدن الأصفر، إلى جانب توجه المتعاملين إلى الاستثمارات عالية المخاطر.

ولا يتوقع خبراء تجارة وتداول المعدن الأصفر حدوث حركة تصحيح كبيرة في الأسعار في المستقبل القريب، بعد موجات الارتفاع الحادة الحالية.

زر الذهاب إلى الأعلى