مع فتح جبهة حزب الله.. “الكابينت الصهيونى” يتهيأ لدخول رفح*
حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

لبنان سياسيا، على حافة الموت، فيما لبنان الاقتصادى، منهار تماما، وأما لبنان القوى والاحزاب، فهو مشتت موزع بين ولاء غربى، على عربى، على طائفي؛ لهذا شنت دولة الاحتلال الإسرائيلى بداية الطريق العسكرى لفتح جبهة لبنان، لتكون الجبهة الثانية التى تغطى على «جبهة رفح»، مسمار جحا الذى يعلق عليه السفاح نتنياهو هزيمته فى الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة، حرب الإبادة الجماعية والتهجير وتصفية القضية الفلسطينية، التى سببها الدعم الأمريكى والأوروبيين وغيرهم، وهى الحرب التى تبدو، على الأقل للجانب الأمريكى، القرار الغبى، الذى أدخلهم فى متاهة الصراع العربي/الإسرائيلى /الفلسطينى، الذى كشف اللعبة الأمريكية ودبلوماسية المراهنة على مصائر الشعوب.

*حزب الله- حماس-غزة.. رايح جاى..!

يتشدق السفاح نتنياهو بأن جيش حكومة الحرب الإسرائيلية النازية، الكابنيت، قام بإحدى كبرى عمليات القصف حتى الآن على «حزب الله» فى مختلف أماكن قواعده، فى الجنوب اللبنانى، وأن قوات وميليشيا الحزب، استمرت بضرب شمال إسرائيل، بما تضم من مدن المستعمرات الإقليمية والمحلية، التى تضم مدن: العفولة، عكا، بيسان، كرمئيل، كريات شمونة، ترشيحا، مجدال هعيمق، نهاريا، الناصرة، الناصرة العليا، صفد، طبريا، سخنين، طمرة، شفاعمرو، يوكنعام.

 

.. ما عزز التصعيد العسكرى الإسرائيلى على جبهة حزب الله والجنوب اللبنانى، كشفت عنه إذاعة الجيش الإسرائيلى التى أعلنت: انسحاب لواء الناحال من قطاع غزة بعد 6 أشهر من القتال، وسيحل مكانه اللواءان 2 و679، بقيادة الفرقة 99، وهذا يدل على تحركات لوجستية وأمنية لتوقع ما سيحدث فى رفح الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان.

*السفاح نتنياهو.. ومقامرة اللعب مع حزب الله

 

ظهر اليوم الخميس، تسربت تحليلات جيوسياسية أمنية، أن جبهة حزب الله، شهدت تراجع نسبى بحدة المواجهات-بين الأطراف كافة- جنوبًا،إلى حد وصف الحالة العسكرية بالسرية، مع تضارب الأنباء، فالجيش الإسرائيلى الصهيونى، يقول:خفتت حدة المواجهات على حزب الله، نسبيًا، يوم الخميس، بعدما كانت قد اشتدت بعنف جدًا يوم أول أمس الأربعاء، والسؤال الأمنى، بين الأطراف:

ماذا يحدث فى ظل التحركات العسكرية الاسرائيلية، التى بدت متقدمة ومعلنة؟

.. قرار السفاح نتنياهو الدخول فى مقامرة سياسية – وعسكرية من خلال اللعب مع حزب الله، إذ سُجل قصف مدفعى على أطراف بلدات الناقورة وعلما الشعب وطير حرفا والضهيرة. وشن الطيران الحربى غارة استهدفت المنطقة الواقعة ما بين بلدتى علما الشعب والناقورة، وغارة على حى الحميض شرق بلدة علما الشعب، واستهدف منزل عبدالله فرح ودمره بالكامل. كما تسببت الغارة بوقوع أضرار جسيمة فى الحى، وهرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدنى إلى المكان المستهدف لرفع الأنقاض، كل ذلك استدعى كشف حزب الله التغيرات فى استراتيجية المواجهة مع الكابنيت والسفاح نتنياهو، بعد أن كان الطيران الحربى الإسرائيلى، الصهيونى شن بعد منتصف ليل الخميس، ثلاث غارات متتالية على بلدة مارون الراس، ما أدى إلى أضرار جسيمة فى الممتلكات والبنى التحتية، وخصوصًا فى شبكتى الكهرباء والمياه، إضافة إلى أضرار فى المنازل، ومن دون وقوع إصابات بشرية.

كما أطلق الجيش الاسرائيلى القنابل الحارقة بعد منتصف الليل على جبلى اللبونة والعلام فى القطاع الغربى، واشتعلت النيران بما تبقى من الأشجار المعمرة. وقد عملت فرق الدفاع المدنى على إخماد الحريق الذى استمر أكثر من ساعتين. وحتى صباح اليوم، أطلق الجيش الاسرائيلى القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق فى قضاءى صور وبنت جبيل. وحلق الطيران المسيّر فوق قرى الجنوب.

* دهشة حزب الله

يعتقد حزب الله أن زيارة وزير الخارجية الفرنسى، «ستيفان سيجورنيه» إلى بيروت، وهو [سيسلم] رسالة إلى الرئيس نبيه برّى ومنه إلى حزب الله، تترافق مع تحذيرات شكلية من الإدارة الأمريكية، موجهة إعلاميًاا لإسرائيل وحزب الله، إلا أن نتنياهو، مارس الرد، بحملة عسكرية، غالبا تنشط خلال أقل من ٢٤ ساعة، التصورات أن الجيش الإسرائيلى يبحث عن موطئ قدم فى بيروت، قبيل فتح جبهة رفح، ما يؤدى إلى ارتباك أمنى، سياسى وتراجع أمريكى أوروبى، عربى، عن فهم تطورات الأحداث، التى، ستؤدي إلى وضع سياسى عسكرى أمنى متقاطع بين إسرائيل ولبنان ومصر والأردن، وهذا يفسر صعوبة المساعى الدبلوماسية على الجانب المتعلق فى قوة حزب الله، الذى وصف بأنه مصاب الدهشة، وقد ينتج عن ذلك فتح نيران قواته إلى ما لا نهاية.

 

* هل نحن على مسافة «صفر» من اجتياح دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى، للجنوب اللبناني؟، وعلى التوازى، فى ظل تصاعد الاشتباكات بين الطرفين، كيف سيكون وضع الحزب والدولة اللبنانية؟.

*فى المسارات السياسية والدبلوماسية..

منذ الحرب العدوانية على قطاع غزة، قبل أكثر من ٢٠٠ يوم من الإبادة التى طالت الشعب الفلسطينى، والحالة فى لبنان، تثور وتغلى، تتوقف، لكنها تتواصل عبر المساعى الأوروبية والأمريكية، التى تعمل على تخفيض منسوب التصعيد العسكرى بين حزب الله وودولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، وبين دهشة حزب الله، هناك قنوات وقوى تعمل، أبرزها:

*أولا: أمريكية:

رأت مساعدة وزير الخارجية الأمريكى، باربرا ليف، أن «احتمالات التصعيد على الحدود بين لبنان وإسرائيل حادة». وقالت: «حذّرنا إسرائيل بشأن كيفية ردها على هجمات حزب الله، واستخدمنا قنواتنا وعبر شركاء آخرين لتحذير حزب الله من توسيع الصراع».

 

 

*ثانيا: فرنسية:

يجرى وزير الخارجية الفرنسى، ستيفان سيجورنيه، اعتبارًا من السبت، جولة فى الشرق الأوسط من المقرر أن يتطرق فيها خصوصًا إلى الوضع فى جنوب لبنان وفى غزة، كما أفادت مصادر فرنسية. وتعدّ هذه الزيارة الثانية لسيجورنيه للمنطقة بعد زيارة أولى مطلع شباط بعيد توليه منصبه. وتبدأ جولة سيجورنيه السبت ليلًا فى بيروت، حيث يناقش يوم الأحد مقترحات فرنسية هادفة لإعادة الاستقرار عند الحدود بين لبنان وإسرائيل.

*الورقة الفرنسية-الأمريكية.. هل من نتيجة؟

ما يحدث على الجبهات، يزيد مخاوف التصعيد العسكرى والأمنى المفتوح دون قيود فى الجنوب اللبنانى، متاح وجاد، والحالة الجيوسياسية، بكل المعلومات المتاحة، تؤشر الى ما بات ينظر اليه «نواة توافق أمريكى – فرنسى»، داعم ل «الخطوة الفرنسية» التى تعزز خطوات التنسيق الأمنى والدبلوماسى مع الولايات المتحدة الأمريكية.

«الدستور»، استنادا لمصادرها، حصلت على آفاق [الورقة الفرنسية] التى تقوم على ثلاث مراحل:

* «المرحلة الأولى: تنص على وقف الأعمال الحربية على الحدود فى المدى القريب.

* المرحلة الثانية: استبدل فيها الفرنسيون بند انسحاب المجموعات المسلحة الى شمال الليطانى ببند إعادة تموضع كل الجماعات بما فيها الحزب وغيره من المجموعات من دون تحديد المسافة الجغرافية.

* المرحلة الثالثة: تتضمن تثبيت الحدود بما فيها النقاط المتنازع عليها وانسحاب اسرائيل من الأراضى المحتلة وحل النزاع حول مزارع شبعا.

واقعيا، توافق الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا، جاء متأخرا، إذ يبدو أن طرفى النزاع إسرائيل الكابنيت، وحزب الله المقاومة، قد تحركت اتجاهات البوصلة، لتأخذ مسارات لا يمكن إيقافها، وهذا يتيح فتح جبهة صهيونية حرجة، برغم أن المجتمع الدولى يعلم قدرات حزب الله التى تستطيع إحراج الجيش الصهيونى، وربما أكثر، والحقيقة، أن ذلك قد يؤدى إلى استغلال حالة غزة لتضليل العالم، الإبادة القادمة فى جبهة رفح، التحليلات تؤكد أن تراجع السفاح نتنياهو عن جبهة حزب الله، يعنى التراجع حكما عن جبهة رفح، وهذا يفسر للمحلل، الأهداف التى أعلنتها إسرائيل، عندما بدأت من أمس، إرسال تعزيزات عسكرية نوعية، بمواجهة قواعد وخطوط الاشتباك مع حزب الله.

بينما كان الجيش الإسرائيلى الصهيونى، يرفع حالة التأهب ويغلق المنطقة الحدودية مع الجنوب اللبنانى، كل ذلك أمام رقابة من دول المنطقة والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامى، التى تترقب حيثيات التصعيد السياسى الأمنى والعسكرى الميدانى بين جيش الاحتلال الإسرائيلى وحزب الله، الأخطر فى كل ذلك ما تم، بعد تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلى، العنصرى «يوآف جالانت»، بالتزامن مع إعلان جيش الاحتلال شن غارات على مواقع أمنية لحزب الله جنوب لبنان، مدعيا- جالانت- أنه تم القضاء على نصف قيادات حزب الله فى جنوب لبنان، والنصف الآخر يختبئ ويترك المنطقة أمامنا.

. وهذا ما جعل مساعدة وزير الخارجية الأمريكى باربرا ليف تؤشر الى أن «احتمالات التصعيد على الحدود بين لبنان وإسرائيل حادة».

.. اختلاف، واختلاط، وعودة إلى حركة مكوكية دبلوماسية أمريكية أوروبية، تتوازى مع حركة دبلوماسية صينية تتهيأ للحراك الدبلوماسى فى المنطقة والإقليم.

من اللاجدوى القول إن هناك فروقات بين جبهة حزب الله، و/أو جبهة رفح، القادم، أن نتنياهو، يريد إشغال المجتمع الدولى، بما لا يتوقع من النار التى قد تمتد من وسط دمشق الى الحدود المصرية الأردنية، وهذا يفسر حجم الدعم الأمريكى العسكرى للجيش الإسرائيلى، الذى، يتحرك لفتح كل الجبهات، وهو يدرك، وربما لا يريد الإدراك أنّ حزب الله «شكّل، منذ فترة طويلة، تهديدًا لإسرائيل أكبر كثيرًا مما تشكله حركة حماس»، ومصدر دعم حزب الله وحماس وغيرهم، هى إيران، التى تنتظر متى ستكون فى وسط المعارك، حتى لا تفقد قواعدها من المقاومة فى المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى