اللجنة الدولية للصليب الأحمر تناقش حماية البيئة والشريعة الإسلامية

النشرة الدولية –

اختتمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) البارحة ندوةً إقليمية تحت عنوان “حماية البيئة الطبيعية من منظور القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية” في عمّان خلال يومي 27 – 28 من شهر حزيران/ يونيو الحالي بحضور 18 باحثًا وعالمًا في الشريعة الإسلامية من مصر والعراق والأردن وفلسطين واليمن.

وقال ميسرو الندوة من اللجنة الدولية بأن النزاعات المسلحة تستمر في كل مكان بتذكيرنا بأن البيئة تكون من أشد المتأثرين بالنزاعات حيث تتعرض البيئة الطبيعية للهجوم المباشر أو تتعرض لأضرار جانبية نتيجة لاستخدام أساليب أو وسائل حرب معينة، كما أنها تتأثر بالضرر أو الدمار الذي يلحق بالمباني مما يؤثر على السكان وصحتهم وبقائهم في مناطق عيشهم.

بالإضافة إلى أن الآثار غير المباشرة للنزاع، مثل تدهور أنظمة خدمات البنية التحتية تؤدي إلى مزيد من التدهور البيئي. وتستمر عواقب هذه الأضرار لسنين وعقود بعد انتهاء النزاعات المسلحة، مما يترك آثارًا لا تمحى على حياة السكان المحليين.

وقال أحد المشاركين في الندوة: “لو نظرنا للشريعة الإسلامية نرى بأن الشريعة قد أولت اهتمامًا عظيمًا لحماية البيئة حيث هنالك الكثير من الآيات القرآنية التي تتحدث عن إفساد البيئة، مثل الآية القرآنية: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها” بمعنى أنها كانت صالحة ولكن أفسدها الإنسان. وفي آية أخرى “ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس” أي أن البيئة صالحة للحياة ولكن الإنسان له دورٌ مباشر في إفساد وتلوث البيئة، ولهذا فإن حماية البيئة جزء من عقيدة المسلم ولذلك، فحفاظه على البيئة جزءٌ من واجباته.”

وقال مشاركٌ: “قدم الإسلام المصلحة العامة على الخاصة والحفاظ على البيئة مصلحةٌ عامة ينبغي علينا جميعًا الحفاظ عليها والاعتداء عليها هو اعتداء على حقوق الآخرين والله -عزّ وجلّ- لا يحبّ المعتدين.”

ومن الجدير بالذكر أن القانون الدولي الإنساني يراعي حماية البيئة من ناحيتين؛ أولًا، بموجب أحكامه العامة، وثانيًا، من خلال بعض الأحكام الإضافية الخاصة. وتنطبق الأحكام العامة المتعلقة بسير العمليات العدائية على البيئة، إذْ تكون البيئة في الغالب ذات طبيعة مدنية ولا يمكن بالتالي شن هجمات ضدها إلا في حال تم تحويلها إلى هدف عسكري. كما يتعيّن مراعاة التدمير الذي تتعرض له البيئة عند تقييم مدى التناسب في الهجوم على أهداف عسكرية. وتهتم اللجنة الدولية بشكل خاص بإمكانية اللجوء إلى تحويل موارد مائية نادرة إلى سلاح يستخدم ضد المدنيين. فقد يكون لتلوث موارد المياه أو تدميرها عواقب وخيمة على صحة مجتمعات محلية كاملة وعلى بقائها على قيد الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى