مصر تشتكي أثيوبيا للأمم المتحدة لإستئنافها الملء الثالث لسد النهضة.. وخبير يحذر من فيضان أعلى الممر الأوسط للسد

إشتكت مصر مجددا أثيوبيا لدى مجلس الأمن الدولي، وإتهمتها بالعمل على إستئناف ملئ سد النهضة الإثيوبي الكبير للمرة الثالثة على التوالي بقرار انفرادي.

وفي رسالة وجهها وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبد العاطي، لفت إلى عزم أثيوبيا الإستئناف الإنفرادي بملئ سد النهضة في موسم الأمطار الحالي والوصول بمستوى المياه إلى 600 متر في قسم التدفق السفلي لسد النهضة.

وحذر من أن هذا الإجراء الإثيوبي إنما يأتي في غياب اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا على القواعد الناظمة لملء وتشغيل سد النهضة، ويتجاهل بذلك تجاهلا تاما موقف مجلس الأمن في سبتمبر الماضي ويشكل خرقا ماديا متكررا لاتفاق إعلان المبادئ لعام 2015.

وجدد الوزير المصري موقف حكومته الثابت في رفضه لإدعاءات إثيوبيا التي لا أساس لها من الصحة، مشيرا إلى أن اتفاق إعلان المبادئ لا ينص على أن عمليتي بناء سد النهضة وتعبئته ستجريان في وقت واحد.

وقال لا يوجد في الواقع أي لبس في أن المعنى العادي لنص الاتفاق، مقروءا في سياقه وفي ضوء موضوع الاتفاق والغرض منه، هو فعلا مطالبة إثيوبيا بإبرام اتفاق ملزم قانونا مع مصر والسودان بشأن القواعد التي تحكم ملء السد وتشغيله قبل بدء عمليات الملء والتشغيل.

كما عبر وزير الري المصري عن قلق مصر البالغ من أن معظم صور الأقمار الصناعية الأخيرة تظهر وجود شقوق تمتد في الواجهة الخرسانية للسد الفرعي المرتبط بسد النهضة، مهتبرا هذا الأمر بأنه مثير للجزع بشكل خاص بسبب فشل إثيوبيا في الامتثال لواجب إجراء دراسات الأثر البيئي والاجتماعي الاقتصادي المطلوبة التي تقع على عاتق إثيوبيا بموجب القانون الدولي وتزويد مصر بها، فضلا عن فشلها في تزويد مصر بتفاصيل تصميم المستوى الثاني لسد النهضة.

وأكد موقف مصر الرافض قاطعا لهذه الانتهاكات المتكررة لالتزامات إثيوبيا بموجب قواعد القانون الدولي السارية بما في ذلك اتفاق إعلان المبادئ، وأعلن بأن مصر تحمل إثيوبيا المسؤولية عن أي ضرر كبير قد يلحق بمصر بسبب هذه الانتهاكات المتكررة.

وعلى صعيد آخر، توقع الخبير وأستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة الدكتور عباس شراقي، وقوع فيضان في المياه أعلى الممر الأوسط لسد النهضة خلال الساعات القادمة، وخاصة أن عملية الملء الثالث لسد النهضة وصلت إلى اجمالى 17 مليار متر مكعب، عند منسوب 600 متر، لافتا إلى أن إجمالى المياه عند سد النهضة من 1 يوليو حتى 11 أغسطس بلغ 12.5 مليار م3، بالاضافة الى الـ 6 مليار ليصبح الاجمالى 18.5 مليار متر مكعب، مر منها حوالى 2.5 من خلال فتحتى التصريف، ليتبق 16 مليار متر مكعب، لتصبح 17 مليار متر مكعب.

وكتب الدكتور عباس شراقي تدوينة على الفيس بوك “التخزين الثالث 9 مليار م3 عند منسوب 600 متر: يقترب التخزين الثالث اليوم 11 أغسطس 2022 بعد مرور 32 يوم من بداية التخزين فى 11 يوليو الماضى إلى 9 مليار م3، بإجمالى 17 مليار م3 عند مستوى 600 متر فوق سطح البحر، ومن المتوقع فيضان المياه أعلى الممر الأوسط خلال ساعات.”

وقال “التخزين الأول 2020 حوالى 5 مليارات م3، والثانى 2021 3 مليار م3 بإجمالى 8 مليار م3، تم تشغيل التوربين رقم 10 فى 20 فبراير الماضى وعن طريقه تم مرور جزء من المخزون إلا أنه كان ضئيلًا فتم فتح بوابة ثم الاثنين من بوابتى التصريف فى 12 مارس الماضى ومازالتا مفتوحتين حتى الآن بتصريف متوسط 60-70 مليون م3/يوم. ولذلك فقدت البحيرة 2 مليار م3 من التخزين السابق لتصبح 6 مليار م3.”

وعن عملية الملء الثالث منذ بدايتها حتى الآن قال عباس شراقي: “أمطار يوليو 7 مليار بالاضافة إلى 5.5 مليار م3 خلال الـ 11 يوم من أغسطس (بمتوسط 500 مليون م3/يوم) فيصبح إجمالى المياه عند سد النهضة من 1 يوليو حتى 11 أغسطس 12.5 مليار م3، بالاضافة الى الـ 6 مليار ليصبح الاجمالى 18.5 مليار م3، مر منها حوالى 2.5 من خلال فتحتى التصريف يتبق 16 مليار م3 أصبحت 17 مليار م3 مع زيادة طفيفة فى متوسط الأمطار هذا العام ليتطابق المخزون الإجمالى 17 مليار م3 عند منسوب 600 متر.”

والجدير بالذكر أن إثيوبيا أعلن رسميًا عن بدء تشغيل التوربين الثاني لسد النهضة، ودعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مصر والسودان، اليوم الخميس، إلى الحوار والتفاوض باعتبارهما الحل الأمثل للعمل فيما يفيد الأطراف كافة بشأن ملف سد النهضة، وخاصة بعد اكتمال بناء وتعلية السد، واكتمال عملية الملء الثالث، حسبما ذكر آبي أحمد.

وأعلن رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، في كلمته، بمناسبة تشغيل التوربين الثاني لإنتاج الكهرباء من سد النهضة، إن إثيوبيا أوضحت أكثر من مرة نيتها لدولتي المصب، مشيرًا إلى أنه تم تشغيل التوربين الثاني بعد تخزين 22 مليار متر مكعب من المياه في عملية اكتمال الملء الثالث.

كما أعلنت الحكومة الإثيوبية، في فبراير الماضي، تشغيل التوربين الأول بطاقة إنتاجية تصل 375 ميجاوات من الكهرباء، لكنه توقف بعد ذلك.

وكانت إثيوبيا قد اتخذت قرارها منفرد، دون الرجوع لدولتي المصب، بعملية الملء الثالث لسد النهضة، برغم من إجماع دول العالم بالعودة للتفاوض بين إثيوبيا ومصر والسودان للتفاوض حول عملية الملء، لكن دولتي المصب تفاجأت بعملية الملء.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية، نهاية الشهر يوليو الماضي، على رفضها التام لاستمرار إثيوبيا في الملء الثالث لسد النهضة من دون اتفاق مع دولتي المصب مصر والسودان حول ملء وتشغيل السد، وذلك في خطاب وجهه وزير الخارجية سامح شكري إلى مجلس الأمن الدولي.

واعتبرت الخارجية المصرية استمرار إثيوبيا في عملية الملء مخالفة صريحة لاتفاق إعلان المبادئ المبرم عام 2015، وانتهاكا “جسيما” لقواعد القانون الدولي، بوصفها دولة المنبع، بعدم الإضرار بحقوق دولتي المصب مصر وإثيوبيا.

زر الذهاب إلى الأعلى