“تسريحات بالجملة” من شركات التكنولوجيا الكبرى.. فهل القطاع بخطر؟

النشرة الدولية –

الديار – شانتال عاصي –

مما لا شكّ فيه أن قطاع التكنولوجيا أو بالأحرى شركات التكنولوجيا تمرّ بأوقاتٍ عصيبة، فكلّ يوم نسمع أخبار حول تسريحاتٍ بالجملة لموظّفي الشركات، وأهمّها “تويتر” التي سرّحت آلاف الموظّفين فور استحواذ الميلياردير “إيلون ماسك” عليها.

“تويتر”، “ميتا”، “سناب شات”، “مايكروسوفت”، “انغامي” ،”أمازون”… شركات تكنولوجيا عالمية يواجه موظّفيها المصير نفسه، “الطرد”.

عوامل عدّة أدّت إلى حدوث موجة التسريح

بحسب الخبير في التحول الرقمي “بول سمعان”، هناك عوامل عدّة أدّت إلى حدوث موجة التسريح، أهمّها: أولاً، عند انتشار جائحة “كورونا” وشبه توقّف الحياة العملية، لجأ الجميع إلى مواقع التواصل الإجتماعي وباتت وظائف عدة تتمّ عن بعد، وبالتالي ارتفع عدد مستخدمي مواقع التواصل بشكل هائل. فعند عودة الحياة إلى طبيعتها وعودة الموظفين إلى أشغالهم، تقلّص عدد المستخدمين.

-ثانياً، بدء حرب روسيا – أوكرانيا، والمخاوف من اندلاع حرب نووية.

-ثالثاً، التضخّم الذي ضرب أكبر إقتصادات العالم، والركود الإقتصادي.

هذا ولفت “سمعان” إلى أنه على الرغم من ضرورة اتّخاذ خطوة التسريح لضمان إستمرارية الشركات، إلّا أنّها ستؤثّر عليها سلباً على صعيد تطوير خدماتها، إضافة ميزات جديدة، وبالطبع على إنتاجيتها، بفعل خسارة مهارات وكفاءات عالية من الصعب إيجاد مثيل لها.

وأكّد “سمعان” أن قطاع التكنولوجيا ليس في خطر، فهي مرحلة وستمرّ، آملاً أن تمرّ بأقلّ أضرار ممكنة.

“تويتر” تفقد 50% من موظّفيها

طرد رئيس “تويتر” الجديد، الملياردير “إيلون ماسك”، 50% من الموظفين الذين كان يبلغ عددهم 7500 شخص، وألغى سياسة داخلية كانت تسمح بالعمل من المنزل، وفرض ساعات عمل طويلة، بينما قوبلت محاولاته لإصلاح “تويتر” بفوضى وتأخير.

هذا وطلب “ماسك” من الموظفين الاختيار بين أن يكونوا “ملتزمين جداً” عبر العمل لساعات طويلة، أو خسارة وظائفهم، قائلاً إنّ “الأداء الاستثنائي فقط هو الذي سيشكّل درجة النجاح”.

كما طُلب من الموظفين الدخول إلى رابط لتأكيد التزامهم بـ”تويتر الجديد” بحلول الساعة 5 من بعد ظهر الخميس بتوقيت نيويورك، وفي حال عدم دخولهم إلى الرابط، سيخسرون وظائفهم تلقائياً، وسيحصلون على 3 أشهر من تعويض نهاية الخدمة.

هذا وأوقف بعض المعلنين دعاياتهم وحملاتهم على موقع “تويتر”، إثر استلامه من قبل إيلون ماسك. فالمعلنون خائفون بشأن آفاق الموقع، في ظل القلق بشأن مستوى الأمان والثقة وانتشار الأخبار المضللة.

وثمّة عاملان مقلقان: الأول، تسريح نصف موظفي “تويتر” والتخلي عن أغلب المتعاقدين، وكبار المسؤولين،

والثاني، طرح خصائص جديدة، بشكل سريع وبدون تمهل، كما حصل في الأسبوعين الماضيين، سيزيد من احتمال الأعطاب والمشكلات.

12 ألف موظف في “ميتا” يواجهون نفس المصير

في إطار عملية إعادة هيكلية رئيسية تشهدها عملاقة وسائل التواصل الإجتماعي “ميتا”، أعلنت مجموعة ميتا التي تضم شركات فيسبوك، إنستغرام وواتساب عن تسريح 13 في المئة من موظفيها حول العالم.

وتعني هذه النسبة أن 11 ألفا من إجمالي 87 ألف موظف في مجموعة ميتا سيفقدون وظائفهم.

وأصبحت أكبر منصتّين تابعتين لمجموعة “ميتا”، “فيسبوك” و”إنستغرام”، تحت ضغط متزايد من منصات منافسة مثل تيك توك. ورغم إنفاق ميتا مليارات الدولارات على تطوير منصة ميتافيرس -مشروع زوكربيرغ طويل المدى، لكنها لا تزال مجرد فكرة لم تتجسد فعليا بشكل من الأشكال.

10 آلاف موظّف خارج “أمازون”

في خطوة غير متوقعة، أكدت شركة “أمازون” أنها بدأت تسريح موظفين لمواجهة الأزمة الاقتصادية، ويشكل حجم التخفيض عشرة آلاف موظف، وهو أقل بقليل من واحد بالمئة من كتلة الأجور الحالية للمجموعة التي كان عدد العاملين فيها 1,54 مليون شخص في جميع أنحاء العالم في نهاية أيلول، باستثناء العمال الموسميين الذين يعينون خلال فترات النشاط المتزايد لا سيما في احتفالات نهاية العام.

هذا وأعلنت الشركة قبل أسبوعين تجميد التوظيف في مكاتبها. وقد تقلصت قوتها العاملة فعلياً منذ بداية العام عندما كان يعمل فيها 1,62 مليون شخص بدوام كامل أو جزئي.

والجدير بالذكر أن أسهم أسهم أمازون تراجعت أكثر من 40٪ في عام 2022 حتى الآن، وذلك بعد أن وصلت إلى مستويات قياسية خلال الوباء.

“سناب شات” تخسر 20% من قوتها العاملة

أما “سناب شات” وهي من أوائل الشركات التي بدأت بتقليص قوتها العاملة، فتخلّت في أواخر شهر آب من هذا العام، عن 20% من موظّفيها ليفقد قرابة ألف موظف عملهم.

ويذكر أن الشركة مرّت بعام صعب ماليا، لتتراجع إيراداتها وأرباحها في الربع الثاني من العام الجاري.

كما فقد سهم “سناب شات” ما يقرب من 80 في المائة من قيمته منذ بداية هذا العام. وقالت الشركة في شهر أيّار الماضي إنها ستبطئ التوظيف لخفض التكاليف، ثم قدمت أرباحا متدنية للربع الثاني، لافتةً إلى أنها لن تتوقع نتائج الربع الثالث.

زر الذهاب إلى الأعلى