ما تأثير إقالة مكارثي على الحزب الجمهوري؟

النشرة الدولية –

بعد أسبوع على إقالة رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، سيجتمع الأعضاء الجمهوريون في المجلس لاختيار خليفة له.

واعتبر الخبير السياسي والإعلامي المحافظ تيم كونستانتين، أن “أزمة الجمهوريين تعود إلى كانون الثاني الماضي، عندما استغرق الأمر 15 جولة تصويتية لاختيار مكارثي رئيسا لمجلس النواب، وأشارت وصوّرت وسائل الإعلام الأمر على أنه أزمة لحد الانهيار، بينما لم يكن الأمر كذلك”.

وأضاف كونستانتين: “لدينا عدد قليل من الجمهوريين الذين يقودون العملية، لكن الغالبية الجمهورية العظمى متحدة في توجهاتها، ولعل الأهم من ذلك، إذا تم اختيار محافظ يتحدث جيدا مثل جيم جوردان كرئيس جديد لمجلس النواب، فإن الحزب ككل سيستفيد على المدى الطويل”.

ولا يخفى على المراقبين وجود توتر بين بعض المشرّعين الذين يريدون إجراء انتخابات لاختيار رئيس المجلس، وبين المطالبين بضرورة الالتفاف حول شخص يمكنه جمع كافة الفصائل الجمهورية معا وتجنب كارثة محرجة أخرى في قاعات مجلس النواب من خلال جولات متعددة من الاقتراع كما حدث في كانون الثاني الماضي، وهو ما اعتبر فضيحة سياسية لوحدة الحزب الجمهوري في بداية موسم انتخابي ساخن.

وقال نائب رئيس التجمع الديمقراطي في مجلس النواب والنائب عن ولاية كاليفورنيا تيد ليو، لمجلة تايم، مباشرة بعد التصويت على رئاسة المجلس “هذه هي الحرب الأهلية للجمهوريين ولم يظهروا أنهم يستطيعون الحكم، نأمل أن يتمكن الجمهوريون من تقديم شخص لا يخالف كلمتهم، وسنرى ما سيحدث”.

وأقرت مديرة برنامج التحليلات السياسية التطبيقية بجامعة ولاية ميريلاند، البروفيسورة كانديس توريتو، أن “الحزب الجمهوري لا يزال مثالاً للفوضى، ولا يدري أحد ما سيحدث بعد ذلك”، وأضافت “لست متأكدة من أن أي شخص يُطلب بقوة لمنصب رئيس مجلس النواب في هذه المرحلة، لذا ستكون المفاوضات بين الجمهوريين مثيرة للاهتمام، خاصة تلك المفاوضات مع هؤلاء الأعضاء اليمينيين المتشددين”.

وأضافت توريتو “لا أتوقع أن أرى نفس النوع من الاهتمام كالذي قدمه لهم مكارثي، انظروا ماذا حصل في النهاية، وربما يندم هؤلاء الأعضاء اليمينيون المتطرفون عندما يحين الوقت الذي يتم فيه تعيين رئيس جديد للمجلس لا يقدم لهم نفس المستوى من التنازلات التي قدمها مكارثي”.

ويمثل المرشحان الأبرز سكاليس وجوردان، أهم تيارات الحزب الجمهوري حاليا، فسكاليس ينتمي للتيار التقليدي منذ انتخابه عام 2008، ويحظى باحترام واسع بين الجمهوريين التقليديين في مجلس النواب، ويروّج لنفسه كمرشح موحد للجمهوريين ضد الديمقراطيين.

أما جوردان فهو أحد الأعضاء المؤسسين لتجمع الحرية المتشدد بالمجلس، وشغل منصب أول رئيس للمجموعة، ومثّل قوة دافعة للتيار اليميني بالحزب منذ انتخابه في عام 2006، وأصبح أحد أقوى المدافعين عن الرئيس السابق ترامب في الكونغرس.

وأعترف الكاتب والمحلل السياسي، والعضو بالحزب الجمهوري بيتر روف، بمرور “الحزب الجمهوري بأزمة وجودية تشق وحدته في هذه المرحلة، وستقرر هذه الأزمة ما يجب أن يكون عليه الحزب، وأي الناخبين أكثر أهمية له”.

وأضاف روف: “لقد سحب ترامب الحزب الجمهوري في اتجاه شعبوي بعيدا عن المواقف التقليدية التي حددتها فترتا رئاسة جورج بوش، ويترك الصراع بين الشعبويين وأنصار قطاع الأعمال والشركات مجالا للريغانية لتصبح التيار المهيمن على الحزب مرة أخرى، بما تتضمنه من مبادئ دعم الدور المحدود للحكومة، والحرية الشخصية القصوى، والسياسات الدفاعية القوية، والقيم الاجتماعية التقليدية، هذه صيغة انتخابية رابحة”.

لا يزال الرئيس السابق دونالد ترامب أكثر الجمهوريين شعبية في اللحظة الراهنة، ويظهر ذلك بوضوح في تقدمه الواسع والمستمر في كل استطلاعات الرأي ضد منافسيه الجمهوريين الآخرين، الساعيين للحصول على بطاقة الترشح الجمهورية لانتخابات 2024.

واستبعد روف أن يكون “ما حدث في مجلس النواب يوم الثلاثاء له أي علاقة تذكر بترامب”، إلا أن قرب النائب مات غايتز الذي قاد الحملة ضد مكارثي، من الرئيس السابق ترامب، دفع بالشكوك لدور الأخير من وراء الستار فيما جرى.

(الجزيرة)

زر الذهاب إلى الأعلى