لماذا انتظار التطرف الإسرائيلى.. هل هناك حرب على إيران؟
حسين دعسة

النشرة الدولية –

الدستور المصرية –

ما زالت التحليلات والقراءات الأمنية والعسكرية والسياسية، تناور وتدرس ما حدث  ليل 13 – 14 أبريل، عندما جاء “الرد-الضربة” الإيرانية على دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، ما ترك المنطقة والإقليم والمجتمع الدولي يراقب بحذر نتائج التصعيد العسكري والأمني المفتوح دون قيود، وهو حالة من الترقب العصيب، من جر المنطقة، في حرب قد تمتد إلى حدود غير متوقعة.

 

في الواقع العملي، مع تمادى حكومة الحرب الإسرائيلية النازية، الكابينت، تسعى للانتقام بحسب لغة السفاح نتنياهو، وهو يدرك أنه في ظلال حكومة متطرفة عدوانية، وأنه ليس في مصلحة المنطقة والمجتمع الدولي، المزيد من الحروب، التي ستؤدي؛ إلى ضياع  الأمن  والسلم الدولي في العالم والمنطقة، وعمومًا دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الخطر القادم فيها على أمن واستقرار  دول الجوار الفلسطيني، تحديدًا مصر والأردن ولبنان.

 

*هل  فعلًا، هناك رد عسكري إسرائيلي سريع  على  “الرد-الضربة” الإيرانية؟

في الترويج لتصعيد بين إيران ودولة الاحتلال، ما بث عبر هيئة البث الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، أنّه، اتخذ عدة قرارات، ووضعت الخطط العسكرية والأمنية عن كيفية تنفيذ الرد الإسرائيلي على “الرد-الضربة” الإيرانية، وأكدت الهيئة أن الكابينت ينتظر الآن  ما أسمته “استغلال فرصة”، وسط خلافات كبيرة في الرأي في أوساط القيادة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، حول توقيت الرد وطبيعته.

في  المحصلة، هناك دورة  محمومة من الحراك الدبلوماسي والسياسي  العربي والدولي والأممي، محورها: السؤال الكبير الذي يشغل المجتمع الدولي، في ظل غياب الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات العالم الأمنية والإغاثية والإنسانية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية:

هل  فعلًا، هناك رد عسكري، إسرائيلي سريع  على  “الرد-الضربة” الإيرانية؟

 

من جهته قالت البنتاجون إن وزير الدفاع الأمريكي “أوستن” أكد في اتصال مع نظيره  وزير الحرب الإسرائيلي، على، ما أطلقت عليه  “البنتاجون”  إنه الهدف الاستراتيجي بتحقيق الاستقرار الإقليمي.

 

وفي الخلفية كانت  صحيفة “وول ستريت جورنال” أكدت  عن مسئولين أمريكيين وغربيين الإثنين الماضي، أن  دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ قد ترد على “الرد-الضربة” الإيرانية اليوم، أي ليل الإثنين – الثلاثاء، في تأكيد، لمصادر الصحيفة إن “الرد سيكون سريعًا”.

والمثير للجدل أن الصحيفة، عززت توقعاتها بالقول إن إسرائيل والولايات المتحدة تتدارسان- حاليًا- كيفية الرد على “الوضع الاستراتيجي الجديد” الناجم عن  رد إيران المباشر وغير المسبوق على الأراضي الإسرائيلية.

 

*الذي يحدث في الكابينت؟

 

أثناء ذلك، استدعى – السفاح- نتنياهو زعيم المعارضة يائير لبيد، ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيجدور ليبرمان، ورئيس حزب “تيكفا حداشا” جدعون ساعر، إلى إحاطة أمنية في مقر وزارة الدفاع، بحسب الإعلام الإسرائيلي، الذي ركز على محلل الشئون الاستخباراتية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” رونين بيرغمان، الذي قال إن: كابينت الحرب كان يعتزم الرد على الهجوم الإيراني “خلال ساعتين” بهجوم “كبير جدًا”، وفي الوقت ذاته قال “بيرغمان” إن  القوات العسكرية الإيرانية، نجحت في أمور، منها:

*أولًا: التسبب بأجواء هستيرية لدى الجمهور الإسرائيلي وحتى قبل أن تطلق رصاصة واحدة.

*ثانيًا: الانتقام لاغتيال قادة الحرس الثوري الإيراني، في استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.

*ثالثًا: محاولة التسبب بأضرار ومحاولة تفكيك التحالف الدولي وتعميق الخلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة.

*رابعًا: فشلت إسرائيل في توقع نتائج الاغتيال في دمشق، وكذلك بعدم الإدراك والاستعداد بأن إيران تشكل تهديدًا كبيرًا على إسرائيل وليس في المجال النووي فقط.

*الإجابة على سؤال صعب!

ما زال السؤال الصعب قائمًا:هل  فعلًا، هناك رد عسكري، إسرائيلي سريع  على  “الرد-الضربة” الإيرانية؟

الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي “يعكوف عامي درور”، يؤشر  من تجربته وخبرته العملية في رئاسة  لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية  الإسرائيلية “أمان”، إلى سيناريوهات أو خيارات متاحة أو تريدها دولة الاحتلال، وهي:

*1- إما الرد داخل الأراضي الإيرانية. *2- أو التوصل إلى تفاهم مع الولايات المتحدة بشأن العملية العسكرية داخل مدينة رفح واستكمال العمليات العسكرية في المنطقة الوسطى من قطاع غزة.

“درور” وضع تحليلاته لموقع “واللاه”، مؤكدًا: “من ناحية نظرية، بإمكاننا أن ننفذ الخيارين معًا، لكن من ناحية عملية فإسرائيل دولة صغيرة وليس بإمكانها تجاهل الواقع الدولي”، كما أن: “مراعاة الاعتبارات الدولية تكتسب أهمية كبيرة في ظل استعداد إسرائيل لمواجهة لا ترغب فيها مع حزب الله”، في محاولة لتوسيع دائرة الحرب والتصعيد الإقليمي.

فيما دعا رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال “يعكوف إنجل”، إلى  مهاجمة إيران – كحتمية ضرورية- نفسها واستهداف القواعد التي انطلقت منها الصواريخ والمسيّرات وضرب المنشآت النووية ومرافق الطاقة الإيرانية، من دون أن يسبّب ذلك ارتفاع أسعار الطاقة في  أسواق النفط الدولية.

كل ذلك لا ينفي أن “الرد-الضربة” الإيرانية،  على دولة الاحتلال الإسرائيلي، قلبت موازين المنطقة، كما  أدت إلى قلب عقود من “حروب الظل” رأسًا على عقب، ذلك أن العلاقات الإيرانية-الإسرائيلية، ما زالت في دائرة السرية الخطورة، ما ينعكس حاليًا على مآلات الحرب العدوانية الإسرائيلية المستعرة على غزة، التي وصلت إلى حرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.

 

*وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

في إشارات مهمة، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في اجتماعه مع نائب رئيس الوزراء العراقي محمد علي تميم، قبل  اجتماع لجنة التنسيق العليا الأمريكية-العراقية، إن  إيران أطلقت  مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار ضد إسرائيل.. لقد كان هذا هجومًا غير مسبوق من حيث نطاقه وحجمه – من حيث نطاقه لأنه يمثل أول هجوم مباشر من قبل إيران على إسرائيل؛ وفي حجمه لأنه، تم إطلاق أكثر من 300 ذخيرة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية وكذلك صواريخ كروز للهجوم الأرضي والطائرات بدون طيار وأنه بفضل الدفاعات الجوية الإسرائيلية، فضلًا عن الدعم من الدول الأخرى، بما في ذلك الأصول العسكرية الأمريكية، تم تدمير وإسقاط جميع القذائف القادمة تقريبًا.

بلينكن، أشار إلى موقف الرئيس الأمريكي بايدن، في مكالمة ليلة الرد، مع  نتنياهو، من أن الولايات المتحدة ملتزمة  بالدفاع عن إسرائيل. وأعتقد أن ما أظهره نهاية هذا الأسبوع هو أن إسرائيل لم تكن مضطرة إلى الدفاع عن نفسها بمفردها، ولا يتعين عليها ذلك، عندما تكون ضحية لعدوان، وضحية لهجوم. وخلال الـ36 ساعة التي تلت ذلك، قمنا بتنسيق رد دبلوماسي سعيًا لمنع التصعيد. القوة والحكمة يجب أن تكونا وجهين مختلفين لعملة واحدة.

وفي التصريحات، لفت بلينكن إلى أن الإدارة الأمريكية، بالذات الخارجية، كانت على اتصال وثيق مع  قيادات المنطقة، والمجتمع الدولي، وسنواصل القيام بذلك في الساعات والأيام المقبلة. نحن لا نسعى إلى التصعيد، ولكننا سنواصل دعم الدفاع عن إسرائيل وحماية أفرادنا في المنطقة.

الرؤية الآن، هناك تباين، ذلك أنه في المحصلة  المنطقة والعالم، على مفترق خطير، فإما أن ينجح التطرف  العدواني الإسرائيلي، والعمليات الإيرانية إلى جر الإدارة الأمريكية  والدول الأوروبية والمنطقة والعالم إلى تصعيد عسكري أمني، مع غياب كامل للدبلوماسية أو المساعي التي تحسم القادم.

.. الحقائق المؤلمة أن عدم إيقاف الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة، تشتد في محاولة من الكابينت، للعمل في ظل متاهة ما بعد “الرد-الضربة” الإيرانية، وبذلك، لا يتضح في الأفق أي حلول للأزمة التي تمتد، لتزيد من حروب وخراب المجتمع الدولي على حساب إبادة وتهجير وموت كل قطاع غزة والأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، ما يعني غياب أي حلول للقضية الفلسطينية، واستمرار تحكم التطرف الإسرائيلي بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى